المعركة الوطنية
عجزٌ واضحٌ تعيشه قيادات المليشيا الحوثية، المرهونة بيد عناصر حزب الله الإرهابي، والمرتهنة لقرار الملالي ونظام طهران، الذي لا يكتفي بإدارتها عن بعد، بل من صنعاء نفسها، العاصمة التي تحوّلت إلى منصة إطلاق لاستهداف اليمنيين وأراضي المملكة، ومصدر تهديد للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
وبعد أن أصبح الأمر جليّاً، أمام الشعب والعالم في تبعية تلك المليشيا الطائفية، تبيّن أكثر أنها لا تملك ذرة من حياء أو خجل، فحاولت وتحاول جاهدة مواراة سوأتها وتغطية فضيحتها، باستعراض القوة والبحث عن ضحايا جدد في مسيرة عمالتها وارتزاقها، وإن كانوا من أتباعها والموالين لها، من خلال الزج بهم في السجون والمعتقلات، وترهيب السكان بكل أدوات القمع، تحت مبررات الخيانة وأي أعذار كانت.
فلا مجال للهروب من المصير المحتوم، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى بأن ينزل عقاب الشعب، وقد آن له أن يقول كلمته الفصل، في حق هذه العصابة، لتلحق بكل المستبدين والعملاء من الإمامة وأذيال الاستعمار.
ولتعلم المليشيا بأن المعركة بالنسبة للشعب اليمني وجيشه ومقاومته ورجال قبائله، هي معركة فرضت عليهم، وأنهم لن يتراجعوا عن خوضها والاستمرار فيها حتى الانتصار العظيم، كونها معركة الحياة والبقاء والكرامة والعزة.. على عكس المليشيا الإجرامية، التي تعتبرها معركة موت لمن تسوقهم إلى المحارق، في أطراف مأرب وشبوة وفي تعز والجوف والضالع والحديدة.
ففي الميدان العسكري، يزيد الموقف ثباتاً وصموداً وتلاحماً، حيث تستعر الأرض لهباً من تحت الطغاة، كما أن السماء تتساقط حمماً على المليشيا وقياداتها، من خلال الضربات الجوية التي تطارد مخازن ومخابئ الإرهاب الحوثي في صنعاء وغيرها من المدن.
وكل ذلك يأتي من خلال الدعم اللامحدود الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ضمن هذه المعركة العربية الواحدة، التي تهدف إلى تخليص اليمن من شرور وأحقاد الحوثيين وداعميهم في إيران والضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت.
والميدان الاقتصادي هو الآخر يتجلى فيه بوضوح الاتجاه الصحيح للمعركة الوطنية، الذي لا بد أن تستمر الإصلاحات السعرية، في إعادة الريال إلى قيمته الفعلية، مما سيعزز من وسائل محاصرة الفساد، كما سيقطع الطريق أمام الانقلاب الذي استخدم هذه الورقة ضمن حربه على المواطن، الذي عانى أيمّا معاناة طيلة الفترة الماضية.
والحقيقة الماثلة والتي تأتي اليوم متكاملة بأن معركة تحرير الوطن وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسستها من مليشيا الحوثي الإيرانية تتم وفق تلاحم وطني وفي حالة من الاصطفاف خلف القيادة الشرعية، ممثلة برئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير الركن عبدربه منصور هادي.
وما يجب التأكيد عليه أن واجب المرحلة يتطلب الابتعاد عن كل ما يعكر صفو المعركة، من مناكفات وخلافات بينية، ويجب رص الصفوف وتوحيد الجهود بما يلبي التطلعات والطموحات، لكي نعمل ما ينتظره شعبنا بأن يعلى شأن الوطن لا شيء غيره، بعيداً عن المصالح الضيقة والنعرات المقيتة.