فوز المنتخب ودلالات الصحوة الوطنية

حملت الاحتفالات العارمة التي شهدتها كل مدن ومحافظات اليمن بمناسبة فوز المنتخب الوطني للناشئين بكأس أبطال غرب آسيا للناشئين، وخصوصا في صنعاء وعدن التابعتين تحت قبضة المليشيات المسلحة، حملت معها دلالات سياسية،قد تغير تلك القناعات التي يسعى البعض لترسيخها في لحظة تضليل وفراغ.

هتاف الجماهير الفرحة بنصر منتخبها الوطني بشعار (بالروح بالدم نفديك يايمن)، وحملها الإعلام الوطنية، دون أي شعار مناطقية أو طائفي، فقط هتفوا لليمن كل اليمن، هتفوا للوطن ومؤسساته ودولته، وهو ما أربك المليشيات المسلحة في صنعاء وعدن.

كذلك كشفت تلك الهبة الجماهيرية، عن لماذا تحارب الحكومة الشرعية في المناطق المحررة؟، لأن نجاحها يكسبها تفاعل الجماهير شمالا وجنوبا، والناس تحب القوي وتمشي وراءه، هذا وهو نصر رياضي، فما بالكم لو كان نصرا سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا؟ ماذا سيبقى من مبرر وجود لتلك المليشيات، التي رهنت وجودها بغياب الدولة، فإذا ما حضرت ونجحت فقدت تلك المليشيات مبررات وجودها وأسباب بقاءها.

لاحظوا كيف كان هتاف الجماهير لليمن مدويا و يصرخ من الأعماق،ورفع أعلامه عفويا يعكس صدق الانتماء الوطني، ولذلك دلالة ابلغ من تلك الشعارات التي يفرض رفعها وترديدها بالقوة،بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى،وهذا يعني أن الجماهير اليمنية لم تفقد ثقتها بمؤسسات الدولة وغضبها منها احيانا هو بسبب غيابها لا وجودها وهنا يكمن الفرق.فالقناعات لاتفرض بل تنشأ وتنبع من داخل الانسان نفسه.

يجدر بنا القول إن ذلك الحراك الشعبي العارم أربك حسابات المليشيات في صنعاء وعدن وأصابها بالذهول وانعكس ذلك بمحاولتهم محاصرة تلك الصحوة و ما صاحبها من مشاعر وطنية جياشة نحو اليمن ودولته ومؤسساته ورايته، التي أفسدت كل القناعات غير الوطنية التي ما فتئت تفرضها تلك المليشيات بحجة الأمر الواقع وفشل الشرعية ومؤسساتها.

تخيلوا معي لوكان نجاح الشرعية في كل المجالات هل سيبقى لتلك المشاريع الصغيرة أي فرصة أو شعبية؟ هل ستلقى اطروحاتها أي قبول؟.

جميع تلك المشاريع انتعشت حين غيبت الدولة وافشلت الشرعية، فهل نلتقط هذه اللحظة التاريخية التي كشفت لنا في العمق ما لم نكن نعرفه في ذواتنا؟.

أعادت لنا ثقتنا بأنفسنا وبلادنا وهويتنا وشرعيتنا،وجعلتنا نعيش لحظة فرح حقيقية، افتقدناها منذ غابت الدولة.

مقالات الكاتب