نحو التحرر والخلاص
تزامناً مع الاحتفالات بالأعياد الوطنية للثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر، و14 أكتوبر) يخوض أبطال الجيش الوطني والمقاومة معركتهم المقدسة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، التي تحاول أن تعيد الوطن، إلى ما قبل تلك الثورة المجيدة، ومصادرة حرية الشعب، وطمس هويته الوطنية، التي عمدها في فجر السادس والعشرين من سبتمبر عام 1961، وأعلنها ثورة إنسانية هدفها التحرر من العبودية والانطلاق بالوطن إلى رحاب التنمية والنهضة، ومواكبة العالم وتطوراته.
وفي خضم هذه الاحتفالات التي شهدها الوطن من أقصاه إلى أقصاه، تجلّت فيها عظمة هذه الثورة في وجدان هذا الشعب متناسياً تبعات الانقلاب والارتداد، والمآسي التي تسببت بها مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، التي أرادت استعباد اليمنيين مجدداً، في استجلاب واضح للإمامة، والارتهان للمشاريع الفوضوية والتخريبية التي تسعى إيران إلى فرضها في المنطقة.
نعم وبهذا الزخم الاحتفائي، شكّل أبناء الوطن في الداخل والخارج، بمن فيهم منتسبو القوات المسلحة والأمن، لوحة وطنية عنوانها رفع مشاعل الثورة، والتعهد بالحفاظ على مكتسباتها وحماية أهدافها، تحت راية الإجماع الوطني ضد كل المشاريع التي تهدد وتحاول المساس بقيم الثورة وأهدافها.
وبهذا أعاد اليمنيون اليوم تشكيل صورة اصطفافهم، بأن ما يجمعهم همّ واحد، وثورة واحدة، ومصير واحد، ووطن واحد، وأرض واحدة، كان لسبتمبر العظيم في عيده الـ 59 قبس في إعادة الروح الوثابة نحو التحرر والتخلص من كل ما علق في الجسد اليمني الواحد، من زوائد إمامية، حاول أن يتعايش معها الشعب ويصطلح من قبل، إلا أنه بات أكثر إدراكاً بأنها أورام خبيثة يجب الإسراع في استئصالها وتطهير الوطن منها ومن شرورها، والعمل على تعزيز وترسيخ الوعي في أجيال الحاضر والمستقبل، لتحصينها ومنع أي محاولة للعودة بمثل هكذا مشاريع وثقافات سلالية عنصرية استعلائية، تهدف إلى سلب هوية وثقافة أبناء هذا الوطن الأصيل، ذي الحضارة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، كشعب يقهر المستحيل ولا يقبل الذل والضيم والظلم والاستعباد.
وشعبنا اليوم جدد عزمه في السير قدماً على درب أولئك الثوار الأحرار، وعلى مبادئ تلك الثورة الخالدة، خلف قيادته الشرعية، وجيشه الوطني، للانتصار للوطن وللتضحيات التي قدمت وتقدم من أجل أن يحيا الجميع تحت مظلة الدستور والقانون، وفي ظل سلام وتعايش وحرية وحقوق مصانة، وديمقراطية مكفولة، وعدالة راسخة.
متذكراً أن الحرية لا توهب، وأن الانتصار لا يعطى للقاعدين والمتقاعسين عن أداء دورهم المنوط بهم، وأن طريق الخلاص مليء بالأشواك والصعاب، إلا أنه أي الشعب قد أمن ووثق بعزيمة الأبطال في الميادين، وتضحياتهم وهم يشكلون لوحة الانتصار بدمائهم الزكية التي تروي تراب الوطن الطاهر، وترسم النصر المبين.