العطاس.. يا قاهرهم

أخيراً ظهرت إحدى الشخصيات السياسية التي كان لها دوراً كبيراً في التاريخ السياسي الحديث منذ قيام ما كانت تسمى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم الديمقراطية لاحقاً وحتى أيامنا الحاضرة، 

فقد شاهد الكثير الجزء الأول من برنامج الذاكرة السياسية الذي استضاف المهندس حيدر ابوبكر العطاس آخر رئيس لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأول رئيس وزراء لحكومة الجمهورية اليمنية من مايو90 حتى مايو 1994م.

طبعاً هذه الحلقة الأولى وتقييمها لن يكون منصفاً قبل انتهاء الحلقات جميعاً، ولكن قد تكون هذه بداية لإظهار شيئاً من الماضي بتفاصيله آلامه وأحزانه وأفراحه إن وجدت وأشك في الأخيرة طبعاً، لأن من أراد أن يعمل للمستقبل ويخطط للنجاحات عليه تشخيص الماضي ودراسته بكل جزئياته الدقيقة ليجنب البلاد والعباد الوقوع في مهاوي الردى مرة أخرى.

ولهذا كان على المهندس حيدر العطاس أو غيره اختيار برامج لها أهميتها وصداها من قبل المتابعين لما يمتلكه مقدم البرنامج من مهنية احترافية وكاريزما غير عادية وإدراك لكل تفاصيل تاريخ المنطقة وأدق المعلومات عن الضيف نفسه، فينتج عن ذلك حصيلة معرفية كبيرة يستفيد منها المشاهد بشكل عام،

ولكن ما لفت نظري بعد عرض هذه الحلقة الهجوم الشرس الذي تعرض له المهندس حيدر العطاس بطريقة مقززة من قبل رفاق الانتقالي كونه أشار تلميحاً الى قيام علي عنتر بجعل المؤسسة العسكرية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حصرياً على ثلاث مناطق الضالع وردفان ولحج (كما هو الحال الآن)، 

فانهالت السهام والعبارات تجاهه بطريقة توضح أن العقلية الاقصائية والمناطقية التي عبثت بالجنوب سابقاً هي نفسها الموجودة الآن وربما بشكل أشد وأنكى،

حيدر العطاس أكثر الرفاق عقلانية واتزاناً وهو كان الأبرز حضوراً في وسائل الاعلام مذكراً بالقضية الجنوبية وبمظلومية الجنوب حين كان بعض الشتامين يتقاضون رواتبهم من عفاش وأمنه القومي مباشرة 

ويهتفون بالروح والدم نفديك يا علي وآخرين يقدمون له رسائل الاعتذار والولاء والطاعة،

ونفس هذه الابواق هي من حاربت المهندس حيدر في الوقت الذي كان المهندس حيدر وزملائه يقيمون مؤتمرات جنوبية ويقدمون رؤية للحل ورؤيتهم كانت الأقرب للتنفيذ على أرض الواقع، لم يسلم من طعناتهم وبذاءة ألسنتهم،

وعلى الرغم أنه خدم الكثير منهم من خلال موقعه كمستشار لرئيس الجمهورية كل ذلك لم يشفع له.

حقيقة المنظر قاتم والنظرة سوداوية كما قالها أحد الشخصيات الرسمية المنتمية جغرافياً لشمال اليمن في احدى رومات الكلوب هاوس والمتعاطف جداً جداً مع مشروعهم بحسب الولاء للكفيل ذاته قال إذا كان هذا هجومهم على العطاس وهو الأصل منظراً لفكرة الانفصال ابتداءً فكيف سيفعلون مع الآخرين ممن يخالفهم فكرتهم؟ 

نعم كيف سيفعلون مع الآخرين؟ سؤال يُوجّه للاتباع ذوي النية الحسنة إذا افترضنا حسن النوايا ونقول لهم ولهن ألم تغير الجنسيات المكتسبة التي حصلتم عليها في اوروبا وأمريكا وكندا في سلوكياتكم الم تمارسوا السلوكيات الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر فأثرت فيكم وفي فكركم وتعاملكم مع الأحداث؟!

أما الطبول الجوفاء فماهم إلا جزء من قطيع (مع القوم يا شقراء)

انا شخصياً أختلف مع المهندس حيدر العطاس في كثير من الأمور وليس لي مصلحة شخصية منه أو عبره كما سيظن البعض بل أنه جانبه الصواب في اتخاذه لمواقف غير جيده تجاهي أثناء مؤتمر القاهرة وبعده بعد استماعه لوشايات الرفاق المعتقين ضدي،

لكنها كلمة حق أقولها في هذه الشخصية الحضرمية ونقول لكم كما جعلتم من علي عنتر خطاً أحمراً كونه خدم منطقته فالعطاس هو الآخر خطاً أحمراً ليس كونه حضرمياً فهو لم يكن مناطقي ليخدم حضرموت بل استلهم من حضرموت مدنيّتها وثقافتها ليكون للوطن كله.

مقالات الكاتب