مؤقت عدن !!

مجددا تعود الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن إلى المربع رقم (صفر) وهذه المرة من بوابة خدمة الكهرباء حيث أوقفت شركات توليد الطاقة المشتراه المولدات التابعة لها لتخرج بذلك اغلب الطاقة الكهربائية وتدخل معها عدن في ظلام دامس بمعدل ثمان ساعات في الانطفاءة الواحدة..مقابل ساعتين تشغيل.

شركات الطاقة المتحكمة بالموقف رفضت اي وساطات وطالبت بالتسديد الفوري لمستحقاتها في ظل فراغ اداري وأمني تعيشه المدينة ومغادرة المحافظ ومدير أمنها إلى القاهرة وغياب الحكومة منذ مارس الماضي وفشل ذريع للمجلس الانتقالي في إدارة الأوضاع في ظل تعليق تنفيذ اتفاق الرياض ..

في محافظة شبوة حدث أن لوحت شركة للطاقة المشتراة بإيقاف التوليد هناك للمطالبة بمستحقات متأخرة فكان موقف السلطة المحلية حازما ومنع ايقاف التوليد وقدم المحافظ معالجات أنهت المشكلة من جذورها..ذلك أن مصلحة المواطن فوق الجميع ولا تخضع لأي ابتزاز أو مساومات..

مجددا يعجز المجلس الانتقالي في عدن عن تقديم نموذج يحتذى للدولة التي يقول إنه يريد استعادتها، وعلى الرغم من أن ملاك شركات الطاقة المشتراة بعضهم جنوبيين مثل (باجرش) و(السعدي) الا أنه فشل في التفاهم معها لمصلحة الجنوب وشعبه!!

بل أظن و إن بعض الظن اثم أن تنحاز بعض قياداته العسكرية من أمراء الحرب لصالح ملاك شركات الطاقة المشتراه بحسب قوانين اقتصاد الحروب وشبكة المصالح التي تشكلت منذ ٢٠١٥م، لقد ترك أمر ومصير هذه المدينة للتجار..

في ظل وضع كارثي لايحمل أي أفق كهذا اللذي تعيشه عدن، يجهد المجلس الانتقالي في ملاحقة وفد البرلمان في حضرموت والمهرة تاركا عدن التي تقع تحت سيطرته منذ اغسطس ٢٠١٩ أي قبل عامين تواجه مصيرها المحتوم،وذلك بحثا منه عن مكاسب سياسية كما يدعي لاستعادة الدولة!.

اذا لم يكن اتفاق الرياض هو من حقق مكاسب سياسية للانتقالي بخمسة وزراء في الحكومة و منصب محافظ عدن ومدير الامن فعن أي مكاسب يبحث عنها في أقصى الشرق؟ ..

في أقصى الشرق يطارد الانتقالي شيء ما فهمه الداعمون أنها مكاسب تسرع من وتيرة استعادة الدولة، في حين أن الناس يئنون تحت وطئة تردي الكهرباء و غياب الخدمات ولهيب الاسعار في عاصمة الجنوب الأبدية!، ولا من مجيب أو تحرك، وإن لم يكن التنافس لخدمة الناس هو عين السياسة فما السياسة إذن؟!

هي ذاتها المعادلة الكارثية التي تقول إن عدن ساحة صراع ليست إلا، في العقلية القروية التي تحكم الانتقالي التي تقدم أوامر الكفيل على مصالح الناس و تذرف دموع التماسيح وهي ترقص على جراح الناس ومعاناتهم ..والذي تقدمه أداة للفوضى لا معول للبناء والتنمية..

منذ تحرير المدينة في ٢٠١٥م وهي تعيش حالة مؤقتة في كل شيء، فما إن يحدث تقدم في صعيد من الأصعدة حتى تتراجع إلى المربع (صفر)..المربع (صفر) الذي يلاحقها اسما ومعنى دون استقرار حقيقي ينهي معاناة الناس ويقدم نموذج يحتذى المحافظات المحررة..

لك الله ياعدن 

يا أم المساكين 

مقالات الكاتب