قتلوا (بلال)!!

ابتسامته صافية مثل قلبه الشفاف أخلاقه تأسر كل من يقابله ويتعرف عليه ..رجل بر وناشط إغاثة وأخ صادق صدوق . .أنه النقاء عندما يتجسد في إنسان ..ذاك هو الشهيد المغدور بلال منصور الميسري الذي اغتالته ايادي الغدر الآثمة التي لاتزال تحصد أرواح العدنيين ولما تتوقف بعد..

بلال ابن خورمكسر نجل المناضل الكبير منصور ميسري رحمه الله والبار بوالدته ووالد منصور (١٢عام) واسماء (١٠ اعوام) وخالد (٤اعوام) ..عون المحتاج و رجل الفزعات ما استعان به أحد إلا خرج من عنده مجبور الخاطر مواسى..

صباح اليوم ترصده قتلة ٱثمون أمام منزله أثناء عودته من المخبز حيث كان يستعد للذهاب إلى الطبيب للعلاج فأمطروه بوابل من الرصاص أمام طفله منصور (١٢ عاما) الذي كان بصحبته فاستقرت اربع رصاصات في جسده ليسقط شهيدا فيما ومثل كل مرة يلوذ القتلة بالفرار..أمام ذهول الطفل وصراخه الهستيري هرعت زوجته المكلومة لإنقاذه لكنه كان قد فارق الحياة مضرجا بدماءه في لحظة غدر وغيلة..

ان قتلة الشهيد بلال لم يقتلوه فقط بل اغتالو طفولة أولاده وهذا الجرم الأكبر الذي يهدد مستقبل هذه المدينة.. على مدى سنوات تشهد شوارعها واحياءها جريمة اغتيال سياسي منظمة وصل عدد ضحاياها إلى (٤٠٠) بحسب تصريحات أخيرة لرابطة ضحايا اغتيالات عدن ..

يسرح القتلة وسط حملات أمنية صورية وحواجز أمنية لزيادة قيمة (الصرفة) بينما اعداد ضحايا الاغتيالات تتزايد أرقامها والمكلومين وأسرهم  و الأيتام لايجدون من يحميهم أو يعيد لهم حقوق ذويهم الشهداء..

بلال من أوائل من قاوم الحوثيين في عدن هل يكون هذا جزاؤه الذي يستحق؟ ست سنوات والقتلة لما يكتفوا بعد من الإجرام المنظم، ولاضير فحاميها حراميها والقضاء معطل و الدولة غائبة والتحالف لم يعد يعنيه وضع المدينة البائس بكل مفردات البؤس حتى بالصمت المدقع و التضامن المرتعش ..

(بلال) مثل سابقيه من الضحايا ينتظر حقه في ضبط قتلته وتقديمهم للعدالة ..حدثوني حينها عن عاصفة حزم ودعم للشرعية ومواجهة المشروع الإيراني وغيرها من الشعارات التي يكشف زيفها عند سقوط اول ضحية غدر لا يستجلب حقه وتصم الاذان عنه..

يتلفع مدينة عدن حزن شديد على مقتل بلال والما أكثر على ضياع حقوق الضحايا على مدى ست سنوات يراد لهذا الملف أن يقيد ضد مجهول... 

لاخوف على بلال فقد مضى شهيدا إلى ربه 

وعند الله تجتمع الخصوم..

رحمك الله ابا منصور وانتقم من قاتليك 

إلى جنة الخلد..

مقالات الكاتب