كان غيرك أشطر!

كان الحوثي يتحدث ، وهو لا يزال في عمران، قبل اجتياح صنعاء،  عن خمس محافظات زيدية، ويدعي تمثيلها، وهي قطعاً لم تفوضه ، بل واجهته ما استطاعت ، بعضها عشرة أعوام قبل اجتياح صنعاء ..

ويحلو له ولأتباعه، الآن ، التحدث باسم اليمن!يعني باسمنا! من فوضه يا ترى؟ وهو الغازي المعتدي المغتصب المنقلب الذي اجتاح العاصمة وغيرها، بالقوة، وشرد الملايين وقتل عشرات الآلاف، وصادر الممتلكات ، وما يزال يهاجم مأرب.

لعل الحوثي لا يدرك أن اليمن تتطلب قادة، لا علاقة لهم بالطائفية، ولا بولاية الفقيه ولا ولاية  "السيد العلم" ولا بقسَم الولاية المزعوم  الذي يردده المغررون من أتباعه  "... وأن نتولى من أمرنا الله ورسوله بتوليه....سيدي ومولاي••••الخ".. ولا يدرك الحوثي أن اليمن تتطلب قادة، لا علاقة لهم بالغزو، والإجتياح، ولا الفتح الطائفي الجهوي، وهو  في أحسن الأحوال - أي الحوثي- يمثل نسخة تاريخية ظلامية من نظام الإمامة المتخلف المرفوض في كل اليمن.

هو لا يعلم أن الإمامة الطائفية ظلت عائقا دون وحدة اليمن، وأن الجنوب رتب مع البريطانيين لإقامة المحميات ومن ثَم إتحاد الجنوب كُرهاً وبغضاً في نظام الإمامة البشع الجشع، وليس حباً في بريطانيا المستعمرة التي قاتلها اليمنيون الجنوبيون عندما هبت رياح التغيير والتحرير .

لعل الحوثي يجهل أن كثيرين فضلوا التعامل مع الأدارسة والعثمانيين، والبريطانيين، ليس حبا فيهم ، ولكن هروباً وبغضا في نظام الإمامة الأناني الإستعلائي ، وأن المناطق التي تمثل ثلاثة أرباع سكان اليمن ، هبت عن بكرة أبيها تقاتل الإمامة بعد اندلاع  ثورة سبتمبر 1962.. الحوثي لا يدرك أن ثورة 1948 ، وثورة 1962 لم تأت من فراغ .. ويبدو أنه لا يلاحظ كيف أن شعوب الجزيرة العربية الأخرى لم تقم بثورات، على أنظمتها مثل ما فعل اليمنيون على نظام الإمامة . اليمنيون ليسوا  هواة ثورات بالطبع ، لكنهم ثاروا بسبب ظلم وبلادة نظام الإمامة الطائفي الوحشي  الذي لا يطاق، والذي خبروه وجربوه، طوال القرون،  والذي لم يتعلم ولم يعتدل ولم يعتبر حتى الآن !

لسان حال الحوثي يقول الآن : ما عندنا لكم سوى القهر والإذلال ونسف المساكن ، وأحكام الإعدام ومصادرة الممتلكات وتوزيعها على الأقرباء  والجماعة ، على منهج  الأسلاف..!

لعله لا يدرك أن الخذلان والتخاذل لن يستمر، وأن القمع والتجبر والطغيان حبله قصير .. وأن غيره كان أشطر منه ، ومع هذا لم يستمر وذهب أدراج الرياح !

مقالات الكاتب