الحوثي ..الشيء ونقيضه
يقاتل الحوثي الدولة في عمران ويطالبها في نفس الوقت بتحييد جيشها كما لو كان يواجها بالورود والزهور,يدعوها لحظر سلاح الجو في المواجهات وكأن الطيران تابعا لحلف شمال الأطلسي(الناتو),وليس خاضعا للقوات الجوية للدولة اليمنية.
قدم بمسلحيه وترسانته العسكرية الموروثة من غنائم حروب صعدة الست,الى عمران لضمها بالقوة إلى صعده كي يقيم إقليمه ليكون مقرا لحكمه الموسع على غرار تجربة مثيله في جنوب لبنان.
يتعامل مع اليمنيين مؤيديه ومعارضيه كمشاريع موت,وقود لمعاركه المتكررة,يستخدم الأتباع سهام لقنص الأهداف من معارضيه بمختلف مسمياتهم وإن جمعهم تحت اسم "التكفيريين".
لا يدع في طريقه شيئا إلا دمره,منازل سواها بالأرض ومساجد ومدارس فجرها وجعلها أثرا بعد عين,وقبل هذا أحال من قدر عليهم من البشر إلى القبور والمحظوظين وليس أحد بمحظوظ عند الحوثي أودعهم سجونه السرية التي قدرتها منظمة حقوقية بنحو 36 سجنا لا يعرف مكانها إلا سجانوها.
كل مؤسسات الدولة أيا كانت مدنية أو عسكرية ما لم تكن تحت سيطرته أو تواليه فهي هدف مشروع له لا يستقر له مقام ولا يهدئ له بال حتى تقع تحت نفوذه ومبرراته جاهزة لتسويق هجومه بترديد المعزوفة المعروفة وهي أن قائد أو مدير هذه المؤسسة أو تلك من حزب الإصلاح أو خاضعة لنفوذ اللواء علي محسن وإن لم يجد ما يبرر به موقفه زعم أن هذه المؤسسات والمنشآت خارجة عن سلطة الدولة.
يفعل الحوثي الشيء ونقيضه,يتحدث عن الدولة المدنية وهو جماعة مسلحة مناهضة لفكرة الدولة بالأساس,يتحدث عن الانتخابات وهو ليس حزبا من حقه أن يدعو ويطالب بسرعة تنظيمها وضرورة التهيئة لها.
يظهر بثوب المظلوم وهو يمارس دور الظالم,يلصق بخصومه تهم التكفير والإقصاء وهو يعتبر كل من ينتقد المؤسس الراحل(حسين بدرالدين)استهدافا للقرآن والحق والحرية مع أن الراحل بشرا يخطئ ويصيب وليس كلاما مقدسا منزلا من السماء لا يحق لأحد التشكيك فيه أو انتقاده.
وفي الإقصاء والتمييز ابتدع نظاما لم يماثله فيه أحد وربما لن يأتِ مثيله بتفضيل ميت من أتباعه على آخر في القبور على أساس عرقي بغيض بالرغم أن القبور ليس فيها خمسة نجوم ودرجة أولى وعادي.