في مواجهة ثقافة الخرافة
يتعرض العقل اليمني خصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران لتجريف ثقافي بشع وخطير، وبالذات في أوساط طلبة المدارس والجامعات، التي تعمل المليشيا وبوتيرة عالية على تغيير المناهج تغييراً يستهدف مثل الاعتداد بالنفس والانتماء للوطن والفخر بحضارة عظيمة صنعها الأجداد واستبدالها بقيم الخنوع والرضا بالاستبداد وازدراء ماض عريق لصالح الانبهار بخزعبلات الكهنوت والاندهاش بثقافة العبودية لأدعياء الحق الإلهي سلالة بني هاشم الطبقية باعتبارها الجزء الأهم في العقيدة الدينية.
ما لم يتحرك اليمنيون بمختلف انتماءاتهم السياسية لمواجهة هذا الخطر الداهم فإن العاقبة ستكون وخيمة، بل وكارثية كون ما يجري الآن من تأسيس لثقافة طبقية، تقوم على الكراهية وقطع الانتماء للوطن لصالح الانتماء لعقيدة كهنوتية خرافية لن تكون نتائجه سوى صراع طائفي مستديم له أول وليس له آخر وهو ما سيمتد دماره الى كل دول الاقليم بلا استثناء.
دول الإقليم كافة معنية كما هي اليمن بالتصدي لهذا الخطر المحدق وتسخير كل الجهود والطاقات من اجل القضاء عليه قضاء مبرما بهمة توازي على الأقل همة إيران الصفوية ونشاطها الدؤوب والمتواصل من أجل تنفيذه خدمة لأهدافها التوسعية التي تأتي في طليعتها السيطرة على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة انطلاقا من اليمن التي تحاول أن تجعل منها قاعدة انطلاق ومخزون مدد.
إن آخر تصريح لمسؤول الشؤون الدولية في جامعة آزاد لوكالة مهر للأنباء يقول: إن الجامعة تنوي فتح فرع لها في اليمن كذراع ناعم لنظام الملالي يستهدف العقل والبنية الثقافية في المجتمع اليمني وتحويله إلى عقل مستعبد ينفذ ما يملى عليه تمهيدا لاستخدامه كمدد لتنفيذ باقي الأهداف داخل دول الإقليم قاطبة.
ليس أمام الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الشقيقة سوى إعلان بدء المعركة الثقافية الموازية للمعركة العسكرية وتوفير كل الإمكانات والطاقات لخوضها بلا هوادة وأن لا تعطي المجال لتفسيرات وتأويلات أولئك الذين يعملون لصالح المليشيا تحت غطاء مواجهتها من خلال تهويل القلق من غير المليشيا التي يبسطون توجهاتها المدمرة أمام كل توجه مضاد يستهدفها.