ازال الجاوي:معشر يمانون
أراد رؤوس الجهل وأصحاب الاهواء أن يعتسفوا ليس التاريخ فقط ولكن الحاضر والمستقبل دون أي دليل ولا شاهد على صدق ماذهبوا اليه ، بل لو بحثوا الدهر كله لن يجدوا سوى دليل "قالت جدتي عندما كانت جدتها تذهب لصنعاء كانوا يقولوا راحت اليمن". في ذلك أرادوا التلبيس بفصل الجغرافيا عن النسب عن الثقافة عن الروابط الاجتماعية ليخترعوا شيئا غريبا سموه الهوية الجهوية. وحتى نكشف جهلهم سنورد بعض الأدلة التي تفيد أن مسألة الجهوية اليمنية اختراع فاشل وحجة واهية فاليمن نسب وتنسيب اجتماعي ثقافي جغرافي .... الخ .
ونبدأ بشعر ملك كندة وأعظم الشعراء على الاطلاق امرؤ القيس حين أنشد:
(تطاول الليل علينا دمون *** دمون إنا معشر يمانون
وإنَّنا لأهلنا محبون ).
ووجه الاستدلال هنا أن لفظ معشر لاينطبق على الجغرافية؛ بل هو نسب دم ومعاشرة وعلاقات اجتماعية. وهذا يبطل مسألة الجهوية المزعومة .
أيضاً في أحاديث الرسول نجد كثيراً من الأمثلة الدالة على أن اليمنية هي ليست جهوية وإنما انتماء ونبض قلب كما قال الشاعر الفضول رحمه الله. ففي حديث الرسول ( ص ) والوارد في الصحيحين ("اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله في نجد؟ (قال الرواي) فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان").
والاستدلال هنا لو كان لفظ يمن وشام يعني جهة فقط مجردة من الانتماء لقال اهل نجد وشرقنا لأن لفظ شرق هو المقابل للشمال والجنوب او كما زعمو للشام واليمن كما ان البركة التي دعا بها الرسول لايمكن تصورها انها لجهة وليس لقوم وهذه دلالة مجمل الحديث .
حديث رسول الله ( ص ) ((إذا مر ّ بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم)).
فقوله فانهم مني وانا منهم يدل على الانتماء وليس الجغرافي والا فاشرحوا لنا كيف هو منهم وهم منه اذا كان المقصود جهوياً كما تزعمون ؟؟؟
ناهيك عن كل الخرائط القديمة ابتداء من أول خريطة دقيقة للعالم كما نعرفه اليوم والتي وضعها الشريف محمد بن محمد الادريسي 493 هـ الى الخرائط الاوربية إبان الحملات الاستكشافية الاستعمارية الى الخريطة التي استخدمها القبطان هنس نفسه والتي كانت تسميها بالعربية السعيدة اليمن وليس كما زعموا أن اسم اليمن غير موجود وإن شئتم أتينا لكم بروابط خرائط المكتبة الرقمية العالمية بل حتى خرائط الانجليز انفسهم الى يوم الاستقلال لم يرد فيها الا مسمى عدن ومحمياتها أما جنوبهم العربي لم يذكر حتى ممن صنعه .
خلاصة لو أرادوا العقل والحكمة والصحيح لأتيناهم بأدلة تكفي لطباعة ألف كتاب لكننا نعرف أنهم لايريدون ذلك وكل ما يريدونه هو ضرب الهوية الوطنية خدمة للأجنبي لتسهيل اختراق وبيع الوطن . وهذا لن يكون طالما مازال نبض القلب يمانيا . فاليمننة ليست هوية جهوية وانما نبض قلب كما قال الفضول:
((( وسيبقى نبض قلبي يمنيا ))).