هي حرب ضد السياسة

يواجه الإصلاح صراعا متعدد الوجوه والوجهات. 

وقد يكون الحوثي مجرد غطاء لخيانات وطنية أكبر تستهدف إزاحته من المشهد بأكثر الوسائل والأدوات بدائية وتخلفاً. 

الزج بالاصلاح في هذه المواجهة قد تكون عملية استنراف وانهاك خطيرة تحاول تجريده من مدنيته وعزله والإطاحة به وافتراسه فلا يصل إلى الاستحقاقات القادمة إلا وهو حطام. 

مازلت أحذر من هذه التعاقدات المبنية على الغش المتبادل بين أحزاب المشترك، وللأسف نرى الآن بعضاً من مترتبات تلك العلاقات الهشة في صورة تواطئات صامته عما يحدث بعمران ومن قبلها بصعدة وسواهما من مناطق الصراع. 

اليوم يتم الحديث علانية انها حرب مع الاصلاح، والمفجع أن سوق الخيانة يتسع الآن والانحدار يبلغ مداه مكرساً اليقين بقابلية تحالف البعض مع الشيطان وضد كل غال وعزيز فقط للاجهاز على الاصلاح وإزاحته من الطريق. 

الحرب على هذه الجبهة مهمة أساسية وبدون إحراج هذه النخبة وإعادة وضعها في قلب المسؤولية وتشييد إجماع وطني في مواجهة هذه المغامرات البدائية التي تستهدف تقويض السياسة وضرب روافعها التاريخية وادواتها الفاعلة بدون ذلك يبدو تخليق حالة انحطاط مماثلة للحالة المصرية امر ممكن بكل بساطة. 

الإشتراكي مازال هدفاً للمؤامرات والحملات التي تستهدف وحدته وبناه التنظيمية ودوره الرائد في تشييد الحالة السياسية المعارضة التي أعادت تجميع القوة في الفضاء المجتمعي العام بعد عقود من التشرذم والتمزق والتوهان والقطيعة والانحباس داخل المواريث الصراعية القديمة. 

كان اللقاء المشترك المكسب التاريخي الوطني الأهم والأكبر على صعيد التسيس العام وتنمية الديمقراطية والوعي بالحريات والحقوق المدنية وتشكيل جبهة مجتمعية صلبه في مواجهة تغول السلطة والنظام. 

نحن اليوم إزاء واقع مخيف يهدد هذا المسار الذي جمع وركز الوعي بالتغيير ودفع بالفعل العام الى افضل حالاته. 

نحن ازاء مآلات تتنكر لهذا الإنجاز الضخم وتستسهل التفريط به والتنازل عن مكتسباته بذرائع واهية. 

ثمة مسؤوليات وطنية هي فوق كل الحسابات والمواقف. 

لامبرر للنكوص والارتدادات اليائسة. المآلات مسؤولية الجميع. 

وحماية السياسة وادواتها من اهم الأولويات الوطنية سيما في مواجهة البدائية الجامحة والجانحة التي تخوض حالياً حرباً معلنة وسافرة ضد الأحزاب الكبيرة الرائدة وبصور مختلفة باعتبارها التحدي الأخطر في طريقها لإفتراس الحكم واعادة انتاج الإستبداد باكثر صوره بشاعة وقماءة. 

هذا النسيج المهترئ خطر يتهدد الجميع. 

استعادة التموضع داخل الصف الوطني مهمة كل الشركاء 

والاصلاح أولهم وبدون ذلك سيجد نفسه وحيدا في حرب يحامي فيها عن وطن يعاديه ويحاربه تحت راية الشيطان.

مقالات الكاتب