أقلمة القاعدة في خاصرة الجنوب ؟!

لم تكن الحرب الدائرة في عمق الجنوب بمحافظتي (أبين وشبوه ) بين الجيش وجماعات تنظيم القاعدة هي الأولى ولاالأخيرة لكي نقول أنتهت المواجهات المسلحة بين الطرفين في ظل إجماع دولي وأقليمي على تصفية تمدد إنتشار خلايا القاعدة على مشارف مصالح دول العالم في الممرات الملاحية ومواني النفط والغاز
ويمكن القول أن بداية الشروع الرسمي في المواجهة بين الطرفين على أرض الجنوب كانت مسرحها جبال (حطاط) بأبين عام 2002م ،وأعلنت صنعاء أيقاف عملياتها بتسوية عبر وسطاء من المشائخ ..؟!
الثابت في سيناريو صولات الحرب وتحديد جغرافيتها في أرض الجنوب مرده إلى عمقها الجذري هي ماسبق حرب 1994م وبالذات في النصف الثاني من عام 1993م عندما شرع المجاهدين (افغان العرب) بإنشاء لهم معسكر في جبال المراقشة محافظة أبين حينها تحركت كتيبة 36 مشاه التابعة للواء الوحدة في الريان عام 1993م لمواجهة الجهاديين ولم تتمكن من القضاء عليهم غير أن عودتهم من خارج اليمن تم بقرار سياسي كوقود للمشاركة في حرب 1994م وكان ثمن أنتصارهم باهض في الحصول على مصالح وأمتيازات وتسويات وترتيبات لهما في المؤسسة العسكرية والأمنية ،بعد سقوط الجنوب غنموا كثير من الفيد تكونت لديهم أمكانيات أقتصادية مما عزز لديهم القدرة على الحركة والتمدد في نسيج المجتمع الجنوبي وكسب انصار جدد ،وأستطاعوا إلى حد كبير التغلغل في بنيان المجتمع عبر أنشاء مؤسساتهم الثقافية والدعوية بتسهيل ومساعدة من نظام صالح وحلفائه ، وكان لعامل الفقر في مناطق الجنوب وخاصة مناطق محفظة أبين وماجاورها عامل رئيسي في أستقطاب فئة الشباب واعادة تاهليهم وتجنيدهم وياتي عامل صنعاء كخط وسيط او محطة ربط مع الخارج لتسهيل سفر الشباب الجهاديين في شتاء بقاع العالم ولم نر موقف ضاغط او شديد من الأشرة الدولية للضغط على نظام صنعاء السابق للحد من خطورة تفويج العناصر الجهادية الى دول العالم كما تعلنه الأن ،ولذلك دخلت اليمن ضمن أتفاقية دولية عام 2004م أمنية لمكافحة الأرهاب كما يبدو لإستخدام الطيران الجوي الأمريكي في ملاحقة عناصر القاعدة ،ومع ذلك مازالت فاعلة ونشيطة 
تمكنت القاعدة من الأستيلاء الكامل على محافظة أبين بل أسقطتها وسيطرة على جميع مؤسساتها إلى قلب العاصمة زنجبار عام 2011م مع بداية أنطلاق تورة فبراير التي أطاحت بالرئيس (صالح) وحينها لم يستطع الجيش تحرير المحافظة ،وقد كان لتشكيل اللجان الشعبية فترة ولأية الرئيس (هادي) دورا محوريا في أخراج القاعدة من مديريات أبين من دون ان تقضي عليها . 
واليوم القاعدة وعناصرها في تمدد دائم تفت عضدها مقاتلات الجو الأمريكي بل تعمقت في الأطار الأفقي وكما يبدو تحظى بغطاء شعبي ان لم نقل قبلي كون قياداتها ينتمون إلى قبائل كبيرة وعريقة مكنها العامل لعب دور التداخل للعلاقات الأجتماعية ومع كل جولات الحرب تجد لها نفس المفاوضات عبر سلسلة من التسويات والاتفاقات القبلية تحت مبدا تجنب أراضي قبلية دخول الجيش من منطلق تجنب مناطق القبائل الدمار وعائلات من النزوح ليتسنى لها إعادة ترتيب أوراقها من جديد وهكذا عنصر التداخل الأجتماعي بات عاملا مانعا لتحقيق انتصار أي طرف على آخر إضافة إلى اتخاذ القبائل موقف محايد خشية من حسابات آخرى 
أتوقع أن معارك الجيش رغم قدراته التسليحية وأمداده البشري إلأ انه سيجد صعوبة في دك أوكار القاعدة بشكل نهائي لوجود عامل التضاريس الجبلية الوعرة ومناطق التماس القبلية من المؤكد أن المعارك ستتوقف وستعود الوحدات العسكرية إلى ثكناتها يقابلها مغادرة عناصر القاعدة الأجانب وحل مشكلة عناصر قاعدة التداخل بتوظيفهم أو عدم التعرض لهم لفترة زمنية ومن ثم ستبداء خلايا آخرى نشاطها في أماكن أخرى أو لمجرد قيام الطيران الأمريكي بقصف خلية في محافظة أخرى سيكون عاملا محفزا على تحريك خلاياها ذات الطبيعة المجاوره 
اللعبة كما يبدو أكبر من أمكانيات جند اللواء محمود الصبيحي والعميد فيصل رجب ؟

من صفحة الكاتب على فيس بك

مقالات الكاتب