الأمل الذي يصنع في شبوة

منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وأنا أتابع ما تكتبه كبريات الصحف العالمية عن شبوة من تقارير ومقاﻻت كتبها صحفيون زاروا شبوة نهاية الشهر الفائت ، كتبت صحيفة الجارديان والتيليجراف البريطانية ولوس أنجلوس تايمز الاميركية والليموند الفرنسية ودير شبيغل ودي زايت الألمانية والباييس اﻷسبانية ، كتبوا عن قضايا سياسية واجتماعية وثقافية عن مشاهدتهم عن سماعهم ﻷحاديث الناس عن السلطة والمعارضة عن المرأة عن الصحة عن الهجرة عن كل تفاصيل المشهد في شبوة  ، العبارة التي تكررت كثيرا هي عن اﻷمل الذي يصنع في شبوة من بين كل الصعاب التي يعانيها بلد كاليمن مزقته الحرب .

سألت أحد الصحفيين في نهاية الزيارة ما الذي أضافته لك هذه الزيارة ، قال الكثير والكثير ، قبل الزيارة كانت شبوة بالنسبة لي نقطة على الخريطة أما اليوم فانا أتحدث من قلب مدينة مليئة بالحياة ، لم يخطر ببالي أن أصعد الجبل واتناول العشاء في الرمال تحت النجوم أو أقف على الشاطيء أو أن اتنقل بحرية في اﻷسواق .

قرابة الشهر وكبريات الصحف العالمية تكتب عن شبوة تحدث العالم عن هذه المحافظة التي تشكل ( استثناء ) أو (خلاصا) وتردد أسم شبوة في دول العالم ..

في الجانب اﻵخر من المشهد بعض اخواننا من شبوة سخروا كل امكاناتهم وأقلامهم وأصواتهم ليرسموا صورة مشوهة عن شبوة استدعوا لذلك كل المفردات  للاضرار بها بدوافع صغيرة مع اﻷسف لم يبق مصطلح سيء الا واستخدموه ( الارهاب ، القمع ، الفساد ، الفشل ) وقائمة طويلة من المفردات يدرك مستخدمها يقينا أنه يغالط نفسه قبل غيره.

مؤسف في الحقيقة أن تجد اسباني أو فرنسي والماني وسويدي وبريطاني يتحدث بمهنية وانصاف وأن تجد شبواني انحاز لانتماءه على حساب الحقيقة .

الجيد أن وعي الناس تطور كثيرا وأصبح منطق الاستغفال والتوجيه منطق عدمي ﻻتأثير له .

الوضع في شبوة ليس مثالياً هذا صحيح لكنه يبقى اﻷفضل ان تحدثنا عن خط الزمن الذي مرت به المحافظة وهو اﻷفضل ايضا مقارنة بالوضع في غيرها ، وهو اﻷفضل مقارنة بالكم الهائل من التحديات ويبقى الكمال والمثالية مسائل بلغوها من المحال .

مقالات الكاتب