أين الراتب يا دكتور معين؟

الدولة تعني أمنين الأمن من الجوع، والأمن من الخوف، فمتى عجزت الدولة عن توفير الأمن الغذائي، والأمن من الخوف، فهي دولة فاشلة بكل المقاييس، ونحن في دولة نجحت في توفير هامش الأمن الغذائي للمدنيين، وهامش الامن من الخوف، ولكنها عجزت عجزاً تاماً في توفير رواتب العسكريين.

لم يمر على العسكريين أيام كهذه الأيام فأيامهم هذه هي أيام الجوع، والقهر، والذل، والمهانة، والبهذلة، فهم اليوم يعدون الشهر السادس من أشهر بؤسهم، وجوعهم، فالقهر قد قضى على بعضهم، ومازال البقية منهم ينتظرون لعل الحكومة تصرف معاشاتهم.

بداية تحججوا لنا بتشكيل الحكومة وأن تشكيلها مربوط بالانتخابات الأمريكية، تحججوا بالانتخابات الأمريكية، وها هي الانتخابات الأمريكية قد حسمها بايدن، وعبر الديمقراطية، ولم يستخدموا رصاصة واحدة في حسمها، فأين الحكومة؟  وأين الراتب؟ حرام يا دكتور معين، حرام عليكم تعذبون هذه الشريحة، بسبب مماحكات سياسية لبلاطجة السياسة الخارجية، فهم بعذبون شعبنا، وشعوبهم يرفلون في النعيم، ويأكلون ما لذ وطاب، ونحن يتسول أبطالنا رغيف الخبز، فأين وطنيتكم؟ أين غيرتكم؟  أين حق المسؤولية التي أوكلت إليكم؟ فهل ظننتم المسؤولية ربطة عنق، وبدلة جميلة مفصلة على مقاساتكم، وتقسيماتكم؟

للشهر السادس وإخوة لنا بدون معاشات، ولم نحرك ساكناً معهم، فأين الإخوة؟ قوموا كرجل واحد لنسأل الحكومة، أين معاشات العسكريين؟ ولماذا هذه الحكومة موجودة وعساكرها بلا معاشات؟ ونسأل التحالف، لماذا هذه التصرفات من قبلكم تجاه جيشنا؟ لماذا تمنعون إيراداتنا، ولا تصرفون معاشات جنودنا؟ ولنطرح عليهم سؤالاً مفاده: هل ترضون لجيوشكم هذا الذل الذي عليه جيشنا اليوم؟ ولنجعلها ثورة ضد كل من يعرقل صرف معاشات العسكريين، ولتكن ثورة نظيفة لا حزبية، ولا مناطقية، وفئوية، ولا جهوية، هدفها صرف المعاشات، وبسط السيطرة على الإيرادات الوطنية، وتصريفها في خدمة الوطن والمواطن.

مقالات الكاتب