هدف واحد.. يد واحدة
في الانتصار لقضية الوطن العادلة المتمثلة في حفظ سيادة البلاد وأمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، يقف الشعب اليمني الأبي صفا واحدا إلى جانب أبطال القوات المسلحة الذين يخوضون معركة مقدسة ضد مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، والتي أضحت اليوم في أضعف حالاتها بفضل نضالهم المستمر وإرادتهم الفولاذية وعزمهم الذي لا يلين ولا يستكين، وإن جيشا وطنيا تشكل من رحم الميدان وتشرب عقيدته القتالية من معين الدستور وقيم الجمهورية جدير بأن يصنع النصر ويتجاوز المحن والملمات وتتحقق على يده آمال الشعب وتطلعاته ومستقبل البلاد المنشود.
يدرك الشعب اليمني أهمية القضاء على الإمامة الكهنوتية كسبيل وحيد للخلاص من مخلفات الماضي وتعقيداته وكبوابة عبور إلى المستقبل الأفضل، وهذا ما يفسر حالة الالتفاف الشعبي الواسع حول القوات المسلحة، الذي مثل تجسيدا عمليا للتلاحم الوطني في سبيل إعلاء راية الوطن وتحقيق مصالحه العليا، وهي رسالة واضحة مؤداها أن الشعب والجيش يد واحدة لتحقيق أهداف وطنية خالصة، أولها القضاء على مليشيا الحوثي المتمردة واستعادة مؤسسات الدولة، وبهذه الإرادة الجمعية والتوافق الوطني الشامل بات تحقيق النصر المؤزر قاب قوسين أو أدنى.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة توافقا وطنيا شاملا والتفافا شعبيا واسعا حول القيادة السياسية والعسكرية وأبطال القوات المسلحة، تزايدت حدة الانقسامات البينية في صفوف المليشيا المتمردة على خلفية تزايد أطماع الأجنحة في تقاسم الثروات والسلطات، وسط غضب شعبي عارم من تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات وارتفاع معدل الجرائم والانتهاكات، وهو ما يؤشر إلى اقتراب النهاية المحتومة للمليشيا المتمردة التي لا تمتلك أي حاضن مجتمعي في كل أرجاء البلاد.
ميدانيا تتواصل الانتصارات الساحقة على المليشيا المتمردة في امتداد الجبهات، وخلال المعارك الأخيرة تحققت المزيد من المكاسب العسكرية الاستراتيجية النوعية للجيش فيما تكبدت المليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح والمواقع، ولا يزال الأبطال بعزمهم المعهود يحثون الخطى نحو العاصمة صنعاء التي ينتظر أبناؤها مقدمهم بفارغ الصبر لينالوا شرف المشاركة في تحريرها إسنادا لأبطال الجيش، ومن المؤكد أن ذلك لن يطول.