القضية الجنوبية بين المشكلة والحل!
على ضوء الأحداث والتطورات والمواقف المتباينة التي تشهدها الساحة الجنوبية يتفاعل المزاج الشعبي ويتحفز لسماع ما يمكن أن يكون رأيا صائبا واتجاها جديدا في مسار القضية الجنوبية.
وتعد مبادرة القوى الحية والدافعة بالطاقات والعناصر الشبابية إلى الواجهة عاملا منقذا وباعثا على الأمل في ظل أجواء الربيع العربي والثورة الشعبية الشبابية .
وبما أنه لم يعد يخفى على الرأي العام الجماهيري استفحال وتطور مواقف الشخصيات والفئات المتصدرة لقيادة الحراك الإقصائي - التي تحتكر وتدعي أحقيتها بأنها الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية - باتجاه تفكيك وخلخلة البنى الاهلية والروابط الطبيعية المواطنية على مستوى حدود التكوينات الأسرية والقبلية والجهوية الموزعة على تقاسيم الجغرافيا الجنوبية وتفاصيل حدودها الادارية والطبيعية بين القرى والعزل والمراكز والمديريات والمحافظات والريف والحضر والسهل والجبل , والنتيجة المأساوية خلق الصراعات وإشعال الفتن وتشتيت النسيج الاجتماعي ودك أركان العمل الأمني والخدمي المتأزم أصلا وبالمحصلة فإن الوسائل التي تبين سلوك هؤلاء - وهم بعد لازالوا خارج الحكم - تفصح عن غاياتهم في إبطال عدالة القضية الجنوبية في حل مشكلات مواطنيها الحقيقيين الكثيرة ومظالم أصحابها المزمنة التي بدأت أحداث التغيير في معالجتها بالطرق المؤسسية المدروسة , وليس بالمزيد من التشظي والتفكك والارتهان لمشاريع تخريب واضحة يدفعنا إليها هؤلاء سعيا وراء زعامة موهومة ما عاد لها وجود إلا في أذهان مجاميع ترتزق لقاء ممارسة الاعتداء والإرهاب وإطلاق النار وترويع الأمنيين والهجوم والحرق والتفجير هنا وهناك وهو ما لم يعد يخفى على أحد في طول البلاد وعرضها بما يعطي الانطباع السلبي وفقدان ثقة الرأي العام الإقليمي والخارجي عوض الوسط الجماهيري الكبير من الفئة الصامتة والمترقبة لتطور الأوضاع في الداخل الجنوبي والوطني والذي يعلق الآمال في نتائج مؤتمر الحوار , ما يرسخ الانطباع بعدمية أساليب وخيارات هؤلاء الساسة والنخب المتصدرة للمشهد الجنوبي المشحون بالأزمات وخلو الساحة الجنوبية من أصوات معتدلة تؤمن بعدالة القضية العامة لمجتمع تعرض للظلم والتهميش وألوان التسلط السياسي والقهر المادي والمعنوي.