الجمهورية المنكوبة

يظل الحديث عن الاعياد الوطنية للثورة اليمنية المنكوبة مدعاة للسخرية والبكاء معا، بعد مضي ست سنوات على نكبة الجمهورية وضياعها في العاصمة الاولى والثانية،والدفاع المستميت عنها، ومحاولة استعادتها، وانقاذ مايمكن انقاذه منها، وان تنازع الموت وتستمد الحياة من دماء الابطال على صعيد الجبهات، وهي من تستحق الحياة وتسترخص التضحيات من اجلها.، لانها صاحبة الفضل في اخراج اليمن واهلها من الظلمات الى النور،وايقونة وجودهم العصري والحصري و طوق نجاتهم من جور ونكبات الانظمة و الانقلابات. 

وقد تتعدى ابعاد الخطاب، حجم خذلان الجمهورية بعد قرابة ستة عقود من عمرها، وتركها تواجه الموت مع ثلة من المؤمنين بها، و حفظة عهدها الثوري ،والصادقين مع الله ومع انفسهم، لايمانهم العميق بانها هدفا ومصيرا للشعب، وبالتأكيد هذه القلة المؤمنة و المقاتلة مطلوبة الرأس قبل الجمهورية . 

نعم ثمة رجال يقاتلون من اجلها و هم رئتي تنفسها ، ان لم يكونو نفسها الوطني الاخير الذي يبقيها على قيد الحياة، وحبل صيرورتها المتين بالارض والانسان.

ولسنة السادسة على التوالي تقاتل اليمن من اجل استعادة جمهوريتها الضائعة، في الجبهات وفي الطاولات،مع اليقين بانها لن تخرج من بركة الدم، واكوام الملفات،وفيها عرقا وطنيا ينبض، وهذا المطلوب في الاول والاخير من الحرب عليها، والسر من الخلطة السحرية العجيبة لانقاذها، وهي على النقيض معها .، تاريخا وحضارة ودولة ونظاما وامة ومقاما،ولاضير ان تدمر اليمن اوتموت طالما هناك جماعة مطلوبة للموت من ابنائها المؤمنين بالله وبالثورة والوطن .

وسيان ان نحتفي بعمرها الثامن والخمسين او بذكرى نكبتها السادسة،طالما لم تبق مساحة للفرح في قلوبنا ونحن نشعر بمذلة وهوان هزيمة وعينا الثوري وعجزنا الوطني عن الدفاع عن الثورة والجمهورية المغدور بها، ولا يستثنى يمني في الوجود من تحمل وزر وتبعات الخيانة،والقبول بالمشاركة في جريمة الصمت على اغتيالاها وفي وضح النهار، وقد تاتي جريرة الفعل وخبثه حتى على الاجنة في بطون الامهات.

لا يعفى احد من المسألة على ضياع الوطن والثورة والجمهورية،ولن يسلم احد من لعنات الاجيال والتاريخ على هذه البيعة الرخيصة،والتفريط في سيادة الوطن بلا قيمة ولا ثمن.

نحن شركاء في الخيانة الوطنية للثورة ونظامها الجمهوري،وقد يخجل  التاريخ من كتابة عبارة جيل الثورة باع الثورة، وهي الحقيقة التي لا مناص منها و من مواجهتها اليوم او غدا، ولا خيار امامنا الا الموت من اجل الثورة او الموت من قبح الصورة في الحياة وفي التاريخ، ولا توجد منطقة وسطى مابين جنات الثورة او جحيم خيانتها.

الثورة حياة لابناء اليمن،وهي البيت، والامن، والامان، والجامعة، والمدرسة، والطريق،والحديقة ومشفى علاج من الادران وقبل ذلك هي كرامة الانسان، وان ذهبت الثورة ستذهب بخيراتها وتترك الجميع يتقلبون على نيران الخيبات والاحزان عليها،ويذهبون ضحية لعملية جلد الذات على فقدانها.، دونما القبول بجلد الثورة بسياط اخطأ انظمتها التي تستحق العقاب مثل كل خائن لها.

مقالات الكاتب