علامة فارقة وثورة تتجدد
مثلت ثورة الـ26 من سبتمبر المجيد انتصارا تاريخيا ساحقا على حقب الظلم والاستبداد والرجعية الكهنوتية التي كرسها النظام الإمامي خلال قرون مضت شهدت فيها البلاد ردة حضارية غير مسبوقة ودمارا هائلا على كافة الصعد ومختلف المجالات.
تعني ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أن تتحقق إرادة الشعب و تتوجه كافة الجهود نحو إرساء دعائم الدولة المدنية العادلة، وإعلاء قيم النظام والقانون والشورى والانتقال من حكم الفرد إلى مبادئ الحكم الرشيد، ومن الجهل إلى العلم ومن الفقر والجوع إلى البناء والتنمية، ومن الشتات الكبير إلى الاجتماع تحت ظل هوية الدولة وراية الجمهورية، ومن التمييز العنصري المقيت إلى المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والمشاركة الفاعلة لكل أبناء الوطن ، ولأنها امتلكت رؤية ثاقبة أعلت من شأن الإنسان وعززت من سيادة الوطن وحفظت موارده ومقدراته ستظل هذه الثورة العظيمة خالدة في أفئدة اليمنيين جيلا بعد جيل، فبفضلها صُنع فجر اليمن الجديد، وأرسيت قواعد العدالة البناء والحقوق المتكافئة التي مثلت الآمال وترجمت الطموح المنشود.
إن مجدا تليدا صنعه اليمنيون بأيديهم في هذا اليوم العظيم، سيظل شامخا ومتجددا لا يفنى ولا يبيد، راسخاً رسوخ الجبال أمام العواصف والمهددات الطارئة مهما بلغت شدتها، فها هو الشعب اليمني الأبي بكل مكوناته وأطيافه وأطره يقف صفا واحدا خلف أبطال القوات المسلحة البواسل وهم يذودون عن حياض الوطن ويحمون المكاسب العظيمة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وفاء لدماء الشهداء وإيمانا بقيم الثورة، يحققون النصر تلو النصر ضد مليشيا الحوثي المتمردة من تحاول جاهدة لإعادة عصور الظلام الإمامي دون جدوى، كيف لا واليمنيون الأحرار على امتداد هيمنة الإمامة المتخلفة ظلوا مستبسلين لأجل القضاء عليها.
مظاهر الاحتفاء بعيد الثورة السبتمبرية الخالدة تعم أرجاء الوطن رسميا وشعبيا بشكل غير مسبوق، في تأكيد جمعي على تمسك الشعب بمكتسبات ثورتهم واستعدادهم للتضحية والفداء من أجلها، وفي الوقت الذي يحتفل الجميع بالعيد الـ58 للثورة المجيدة، يواصل أبطال القوات المسلحة نضالهم الوطني المقدس انتصارا لها بمختلف ميادين الشرف والقتال، لا يحيدون عن هدفهم المرسوم المتمثل في تحرير العاصمة صنعاء وإعلان اليمن الاتحادي الجديد من قصرها الجمهوري.