التركة الثقيلة للاستبداد والفساد

بعد قضاء مايزيد عن ثلاثة عقود من مدة حكمه؛ كان"الزعيم المثلج" وعصبته المفسدة قد حسموا أمرهم في إحكام السيطرة على السلطة واحتكارها إلى أجل غير مسمى.. وأثناء ذلك برزت فكرة َتصغير العداد أو قلعه من الأساس. حتى يكف نهائيا عن حساب مامضى ومابقى من سنوات ودورات جلوس "العفاش" على كرسي. الحكم ويذكره بالتزامات ودستور ومصطلحات يمقتها ولايرى فيها غير تهديد لما يعتقد أنه ملك له ولمن سيعهد إليه باستلام العرش من ذريته..

وفي ذاك السبيل، عملت عصابة عفاش ومن دار في فلكها وشرعن لتزويرها واستئثارها وفسادها، على تجريف وتعطيل وإفساد وإخضاع كل مايمت بصلة لقيم ومؤسسات وهوية  الدولة الوطنية  اليمنية ونظامها الجمهوري الذي سطر وصدر به اليمانون أهداف ثورتهم سبتمبر وأكتوبر وجعلوا منه مادتهم الجديدة لبناء يمنهم الكبير بعد كسرهم لعصا الاستعمار وشوكة الكهنوت... 

سنكتشف مع مرور الوقت قدرتنا على استئناف الطريق الذي خطته نضالات وتضحيات الشرفاء من الأجيال السابقة واللاحقة ولكن بعد تجاوز كل هذه التركة الثقيلة لميراث الاستبداد والفساد على مدى نصف القرن الماضي، ولن يكون من العسير على أبناء اليمن تطهير وطنهم من. كل هؤلاء الطارئين والعابثين في شمال الوطن وجنوبه ومن أتى وسيأتي إلى يمن الإيمان والحكمة ومقبرة الغزاة..

مقالات الكاتب