نقش سبئي لمأرب

مأرب اسطورة مجدا لوطني القتيل، وملاذه الامين بعد طوفان الحرب، وايقونة تاريخ امجاده التي لا تموت وتكبر كل يوم مع  جراحاتها المفتوحة على الجبهات من اجل الانتصار له ، ست اعوام مضت،وقبلها كم  مضت من قرون ومأرب لا تعرف الا البذل والعطاء، والموت في دستور حياتها مقدسا من اجل الوطن ومقدم على كل الفروض، وشيدت مأرب على هدى من مبادئها النورانية حضارتها وصنعتها من التضحيات ، وهاهي اليوم  تسترخص الدم وتجود بحياة ابطالها من اجل كرامة الوطن الممزق بالحروب وبالانقلابات، ومن  شلال دمها الكريم، الذي لا ينضب ستولد اليمن من جديد،كما انبثقت شمس حضارتها الاولى من كثبانها الرملية الغالية ليعم نورها الكون والوجود الانساني،وكانت بلدة طيبة ورب كريم،وهي على عهدها عزة وكرامة، وتعرف كيف تدافع عن بقائها المستحق في الحياة، وتستند على شموخها في الوجود . 

ولا يمكن لبقعة في الارض ان تنافس مأرب المكانة اليوم وفي التاريخ،وبها كتب اليمن تاريخه القديم،ومنها يسطر صفحات تاريخه الجديد والحديث والمعاصر ،ومن ارضها الطيبة يتجدد عهد اليمن بثورته ونظامه الجمهورية. 

ومأرب اول الخطاب، وقولها فصل الخطاب،ومأرب سليلة المجد والتاريخ ومليكة العرش والحكمة، وحافظة لعهد الوجود الحقيقي للانسان اليمني في مختلف المراحل والعصور،مأرب اغنية الزمان السبئي التي لم تكتمل بعد، وهي هبة الله الاولى لليمن السعيدة، مباركة برجالها وبارضها وثرواتها للوطن ، وهي من تطلب الموت لتهب له الحياة، و لا تحب الوقوف على بواباته بل تعشق اقتحامها، لتسقي كؤوس الحرية من نبع دمها في الميادين كل حر ابي شريف وامين،ولا تحاسب كل خائن، ومن شيمها ان تربي الرجال حتى الضالين منهم، انسجاما مع مبادئها الثابتة في الحياة الانسانية الكريمة،وتجسيدا لروح شعار العفو عند المقدرة. 

ومن اقدر من مأرب اليوم على اجتراح المأثر والبطولات وهي تستمد من امجادها ارادة صناعة حاضر اليمن ومستقبله، وتحافظ على روح بقائه جمهوريا وموحدا وتلك من المعجزات، ان تستعيد اليمن انفاسها في الوجود من مؤول حضارتها الاولى من معبد النور في مأرب،النور والحضارة والتاريخ.

ومأرب سبئية نحبها، يمنية نحبها بدوية نحبها ايقونة الثورة والحضارة نحبها، كيفما كانت مأرب نحبها، وهي قلب اليمن النابض بالحياة وبالامل اليوم للانسان اليمني، ورمز كرامته ووطنيته ووجوده، ولن توفيها الاجيال من ابناء اليمن صنيع ماتفعله من اجلهم اليوم، وهي اخر قلاع الوطن واخر قلاع الجمهورية واول واخر خطوط الدفاع عنها.

وفي مأرب سجد المجد والتاريخ ولن يستقيمان الا بها،وبها يستقيم اليمن ويجثوا على قلبها النقي الكبير، ويشبع حنانا، ويشبع امنا، ومأرب تموت على الجبهات من اجل ان تهب الحياة لها و لوطنها اليمني الكبير.وتظله بجناحي نسرها السبئي الشهير المغرد عزة وكرامة في الوجود والتاريخ.

مقالات الكاتب