شيء من وجع الاشتراكي
يتخذ بعض اعضاء الحزب الاشتراكي اليمني من نقد الحزب لتجربته إبان حكمه لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مبرراً كافياً للسكوت عن الأخطاء التي تُمارس من قبل الهيئات العليا للحزب، ومهرباً آمناً يتسللون من خلاله بعيداً عن ممارسة النقد، بل أنهم يحشدون أدواتهم الداخلية لمواجهة صاحب أي نقد او فكرة تطويرية تهدف الى الارتقاء بالعمل التنظيمي والسياسي داخل منظومة الحزب التي ركنت الى الشيخوخة التي اصابتها منذ زمن بعيد، واتخاذ كل السبل لإعاقته وتثبيطه.
لم يعد يخفى على احد، حالة الخلافات داخل الحزب التي تجاوزت الأطر الحزبية، وباتت معلومة لدى جمهور الحزب والمتابعين، مهما اجتهد البعض في تبريرها او التستر عنها.
اتذكر جيداً انه بعد أنتهاء الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف من قراءة رؤية الحزب لحلول وضمانات القضية الجنوبية أمام فريق القضية الجنوبية، خرجنا من القاعة للاستراحة لنتفاجئ بالأخ ابوبكر باذيب جالس على كرسي و احدى رجليه على الأخرى أمام بوابة قاعة فريق بناء الدولة، والغضب بادياً عليه يقول بملئ فيه لمن كانوا امامه من اعضاء الحوار دون خجلاً او حياء "هذه ليست رؤية الحزب الاشتراكي، وانما رؤية د. عبدالرحمن السقاف".
تلك الحادثة واجهت بها اعضاء الامانة العامة للحزب في اكثر من اجتماع، دون ان يتعاطوا معها بايجابية، لعل البعض منهم لديه ذات توجه باذيب دون ان يفصح عنه.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور الى حكاية التفويض المطلق لرئيس الجمهورية لاختيار لجنة تحديد الأقاليم من قبل باذيب، دون ان تحرك الامانة العامة للحزب وتراً في ربابة مطالبات فريق الاشتراكي في مؤتمر الحوار باعفاءه من تمثيل الحزب في رئاسة الحوار ولجنة التوفيق، ووصلت الامور الى ماهي عليه اليوم.
مشكلة الحزب الاشتراكي اليمني ليست في قيادات اصابتها الشيخوخة، بل تكمن في شباب يعملون على كسب ود تلك القيادات على حساب الموقف العام للحزب، طمعاً في الفوز بعضوية هيئة قيادية، او تقرباً بهدف الحفاظ على استمرارية تلك القيادات في مواقعها.
الحزب يحتاج شباب، ليس مهماً عدد الكتب التي اطلعوا عليها، وحفظوا ما بها من جمل وعبارات، وإجادتهم للتباري فيما بينهم في الاجتماعات ومن سيتلو احلى خطاب، المهم في الأمر تسجيل مواقف تهدف الى الارتقاء بأداء الحزب وتطويره وانتشاله من حالة الركود التي يعيشها، شباب لا يعمل حساب لمصلحة او علاقة على حساب دور الحزب وتاريخه.
شباب لا يشترط ان يكونوا انجال او اقرباء لاعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي او المناضلين القدامى.
وبدوري اقول للأمانة العامة للحزب، ما قلته لهم في اجتماع سابق:
لقد انهكتم الحزب بمواقفكم، دعوه ينطلق بطاقات شابة قادرة على اعادة وهجه والتحامه بالجماهير.
من صفحة الكاتب على الفيس