اليمن مابين المملكة والسويد

يظل الغموض سيد الموقف في الازمة اليمنية، ولابصيص أمل في نفقها المظلم حتى اللحظة، على الرغم من خطورة التطوات على الصعيد الميداني للحرب، ومما يزيدها تعقيدا تصاعد المخاوف من عودة الصراع الى مربعه الاولى، بمحاولة انتحار الحوثي وللمرة الثانية على اسوار مأرب، ومراوحة اتفاق الرياض مكانه، باعتباره النسخة العربية لاستولكهوم الغربية، وكلايهما لن يبرح الظلمات التي تخلق فيها، وبما يؤكد استحالة تجزئة الحل للازمة اليمنية التي ستزداد حدة يالتفكير في ارغام الشرعية على التقسيم السياسي المبكر لليمن، والذهاب في تشكيل حكومة شطرية مع انقلابي عدن، ولايمكن خروج التحليل لتعقيد هذه المرحلة من المفاضاوت عن الاطار العام لهذا التوجه على خطورته حتى على الدول الراعية للازمة وليس على اليمن لوحدها.

وقد تنساق  الشرعية مكرهة على التعاطي المرحلي مع هذا المكون العميل، لكنها ستدفع ثمن خنوعها لاملأت مراكز القوى عليها في مستقبل التسوية النهائية للازمة، لانها ستظهر هشاشة وضعف موقفها منها، وفي اعتقادي بان هذا لن يغيب عن بالها في كل حال من الاحوال مهما كانت حجم الضغوطات التي تواجهها كقيادة شرعية وحكومة منفى لا اقل ولا اكثر، اذا استشعرت اهمية توظيف بعدها الوطني على الارض واحسنت استثمار تمسك غالبية ابناء اليمن بها، وهذا ما يؤهلها على قوة الاحتمال ويعينها على الصبر في الصمود في عين العاصفة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري، وتحمل عبء وزر تركة فشلها او عجزها المفتعل على صعيد كل واحدا منهم، مما يجعل البعض يوغل في  الاجحاف عليها، دون مراعاة الظروف القاهرة التي تعيشها،وضرورة التماس العذر لها في خروج الكثير من القضايا عن صلاحياتها المحدودة والمحصورة اصلا في الجانب البرتوكولي فقط، وعلى الرغم من ذلك تواصل مناوراتها السياسية بذكاء ملموس في الاروقة المظلمة للازمة وتسعى وان بارادة مشلولة لاختراق عتمتها الشديدة وفتح ثغرة لضوء فيها على تعبير اديب اليمن الكبير الدكتور المقالح.

وعلى الشرعية تنظيم نفسها وجهدها السياسي وفقا للقياس العالمي للازمة،على ان لاتغفل عينها عينها للحظة عن الاطماع الاقليمية في اليمن،والتي تتحرك عليها بحمل كاذب مقابل كلفة الحرب الباهضة،كواحدة من الاهداف الاستراتيجية لها.

وقد تطول رحلة استعادة اليمن مابين الرياض واستولكهوم،لكنها حتمية الوصول الى محطتها الاخيرة،بقيام يمن اتحادي جديد قابل للحياة وقادر على العيش بسلام في ربوع دياره العامرة بالرجال وبالآمال. 

مقالات الكاتب