عدن.. قد يكون القادم سيء إنما الحاضر أسوأ

لا تتوقع أخي المواطن أن يكون مستقبل عدن أسوأ مما هي فيه اليوم إن شاء الله، فقد بلغت عدن اليوم من التدهور في مجال الخدمات مبلغه، ومن الفوضى مبلغها، ومن كل شيء سيء مداه، فلا تخافوا من القادم إلى عدن، فما دمتم عايشين في ظل هذه الأوضاع، وهذه الظروف، فلن يأتي أسوأ منها، فصدقوني ما دمتم تعيشون في عدن رغم كل ما فيها فقد اكتسبتم مناعة، ولن تؤثر فيكم أي ظروف، وأي فوضى، وأي سلبية، بإذن الله، فلقد تحصنتم ضد هذا كله.

قد يكون القادم سيء، إنما الحاضر أسوأ، فالكهرباء لن تبلغ ما بلغته اليوم، وإن غابت كل الشخصيات السياسية، وإن غابت الدولة، وإن غابت الأحزاب، والجماعات فلن تبلغ عدن ما بلغته اليوم من تدهور في حكاية المولد الصيني، والمولد رقم اثنين، ودخولهما، وخروجهما، فاطمأنوا ما دمتم عشتم رغم كل هذا التدهور فالقادم لن يكون أسوأ من الحاضر، إن شاء الله.

قد يكون القادم سيء، إنما الحاضر أسوأ، فأي تدهور في قطاع المياه سيأتي بعد انقطاعه نهائياً عن بعض الأحياء؟ فلقد أصبح هم المواطن مراقبة الحنفية، والدينمو طوال اليوم، لعل الماء يأتي، فترى المواطن منذ الصباح أمام الدينمو ليشفط الماء، وعندما ييأس من مجيئه يذهب لإحضار بوزة الماء، فأي تدهور بعد هذا التدهور؟

قد يكون القادم سيء في جانب الطرقات، ولكنه لن يكون أسوأ من حالها اليوم بإذن الله، فقد غدت الطرقات تمثل مصائد للسيارات، فما أن تخرج السيارة من مصيدة، أعني حفرة إلا وتتصيدها حفرة أعمق، وأكبر، فأي تدهور سيأتي بعد هذا التدهور؟

قد يكون القادم سيء في جانب البسط، ولكن الحاضر أسوأ، فما ترك الباسطون، واللصوص، والمتنفذون متنفساً، ولا حديقة، ولا مقبرة، ولا جبلاً إلا وبسطوا عليها، فماذا أبقوا للمتأخر عنهم؟ لقد لحسوا، وشفطوا كل شيء، ولو علموا بشبر يحتاج للبسط، لبسطوا عليه دون خوف، ولا وازع من دين، ولا ضمير، ولا دولة، فهل سيأتي بسط أكبر من هذا؟

قد يكون القادم، سيء، إنما الحاضر أسوأ، فكل جميل في عدن قد انتهى، فما الذي تخافون منه؟ وما الذي تخافون عليه؟ انتهت الدولة في عدن، وانتهى التعليم في عدن، فهل تصدقون أن أبناء عدن لم يدخلوا غرفة الفصل منذ سنة تقريباً؟ فما الذي سيأتي أسوأ من هذا؟ أقول لكم قد يكون القادم سيء، إنما الحاضر أسوأ، أسوأ، أسوأ.

مقالات الكاتب