الجيش والأمن أهداف لجماعات العنف
تمارس جماعات العنف هواياتها المفضلة في قتل أفراد الجيش والأمن بدم بارد في أكثر من مكان وعلى طول الوقت,ولا تجد جرائمها البشعة تسويقا إعلاميا كما يجب ليعرف الرأي العام حقيقة مشاريعها ويكشف زيف دعاواها المتوارية خلف شعارات خادعة لا تمت للحق والعدل بصلة.
يجد المرء صعوبة في تتبع جرائم تلك الجماعات بحق منتسبي الجيش والأمن نظرا لتواليها واستمرارها على نحو مخيف وفي وضح النهار تطال جنودا أبرياء في نقاط أمنية وعسكرية وعلى بوابات منشآت عسكرية ومدنية في أكثر من محافظة.
إن هذه الجماعات التي تتخذ العنف منهجا لتحقيق أهدافها وفرض مشاريعها بالقوة ليس غريبا عنها أن تسفك الدماء ولن تفرق بين مدنيين وعسكريين لأن منطقها واحد إن لم تكن معها أو لم توافق على توسعها وتتصدى لها فأنت متهم بالعمالة للخارج والغرب وهذا مبرر كافي لإرسال روحك إلى القبر.
لا يمكن لهذه الجماعات أن تستمر في عملياتها الإرهابية ضد أفراد الجيش والأمن إلا لوجود بيئة توفر لها فرصة تنفيذ عملياتها وأخطر هذه البيئات المتعلقة بالجانب الإعلامي الذي يتطوع – بقصد أو بدون قصد – لتبرير أعمال هذه الجماعات قبل وبعد وقوعها.
دأبت بعض وسائل الإعلام على التحريض وتشويه صورة الجيش والأمن وتقديم أفراد هاتين المؤسستين كمجرد أدوات بيد الأمريكيين الذين يديرونهم وهو ما يمنح هواة القتل فرصة ومشروعية لاستهدافهم وإزهاق أرواحهم على قارعة الطريق.
يقتل أفراد الجيش والأمن ولا يسأل عنهم أحد أو يحظون ببعض التعاطف الذي يحصل عليه المنتمون لجهات أخرى كالصحفيين والحقوقيين مع أن الإنسان واحد ولا مبرر لسفك دم إنسان بريء,وإلا تحولت أرواح الناس إلى مسارح للتمثيل بها وتشريحها من قبل دعاة العنف والقتل.
مهما يكن هناك من فساد في الجيش والأمن أو أن هاتين المؤسستين لم تؤسسا على معايير وطنية إلا إن هذا لا يبرر لأحد قتل أيا من أفرادهما وهم يؤدون واجبهم الوطني ودون وجه حق.
نحن ندافع عن حق الجنود في الحياة باعتبارهم مواطنين مثلما ندافع عن حق غيرهم وهناك فرق بين أن ننتقد أدائهم وتصرفاتهم وبين أن نجعلها مبررا للنيل منهم عند تعرضهم لهجوم إرهابي.
اللفتة الإنسانية التي عبّر عنها عدد من الصحفيين وغيرهم في إطلاق حملة للوقوف مع قوات الجيش والأمن تجاه ما تتعرضان له من عمليات واستهداف متكرر تستحق التقدير والتفاعل والدعم لأن هذا جزء من الواجب ذلك أن ثمة مسئولية على الصحفيين في نشر الحقيقة وتنوير الرأي العام بأفعال جماعات العنف وحضّ الناس على التعاون والالتفاف حول الجيش والأمن في أداء الواجب الوطني.