هل عدن في الحساب؟

اسقطها من حساباته والتقطها الائتلاف وعرف كيف يوظفها في مشروعه الوطني الحصيف،شبوة ابين سقطرى وحضرموت الجديدة،حسمت امرها من صرعات المرحلة،واختارت التمسك بالدولة ومشروعها الاتحادي القادم،وعبرت عن ذلك من خلال اصطفافها مع الائتلاف، في مظاهرات جماهيرية صاخبة، اعلنت وعلى رؤوس الاشهاد والتاريخ قبولها برؤيته السياسية الثاقبة والصائبة في هذه المرحلة التي تحتاج الى جدولة الاستحقاقات الوطنية والاخذ بالاولويات الملحة منها،واستباق الزمن في تسيجيها باطار فكري معين يسهل عملية التعاطي معها من عدة جوانب،او الاستدلال عليها في ركام المواقف وضبابيتها.

وجرت العادة بان انقلابي عدن  يمضي على طريقة من كان على شاكلته في الحياة و في التاريخ من التشكيلات المليشاوية التي لا تهتم بجغرافية الارض او الانسان بقدر اهتمامها بمشاريع الموت المصدر الاول ولاخير لاعاشتها وبقائها على ظهر الحياة، ولذلك سيظل اهتمامها منكب ومنصب على هذا النوع من الاعمال القذرة والتوغل فيها، دونما اقامة اية اعتبارات لمشاريع السياسة التي لا توجد له فيها لا ناقة ولا جمل ولكنه على استعداد لعقرهما اذا هناك من يدفع حساب الجريمة. اي من كان مقاول على الموت وباي ذريعه يشريعه لا يحفل ولا يقيم وزنا لحسابات السياسة ولا النضال وان كان  لا يجهل مكانته الطبيعية من المستقبل ومن التاريخ وهذه الفضيلة اليتيمة التي لا يماري فيها وهو يعي حجم التناقص المستمر  للمسافة بينهما واقترابه من خط  النهاية الحتمية له كل يوم . 

ومن المؤكد بان الائتلاف بات يفكر بعمق في عدن بعد سيئون حضرموت ولن تميل عن نصب عينيه واهتماماته الفكرية وانشطته التنظيمية من اليوم وصاعدا وسيعمل على تفعيل عمله السياسي المنظم فيها، وبما يؤهل هذه المدينة بان تكون الحاضنة الجماهيرية الاولى له على صعيد المحافظات الجنوبية وحتى يسود فيها فكرا وقرار،ويصبح  المتحكم الرئيس بمشهد الاحداث الجارية في الساحة الجنوبية.لكنه قبل الوصول الى هذا الهدف، عليه التحرك العاجل لتحقيق اختراق جماهيري نوعي في محافظة لحج وهي بكل القراءات والابعاد مهيأة لذلك، حينها ستكون عدن على مرمى حجر من الائتلاف وتسهل عليه عملية اقتحامها سياسيا ومن اوسع الابواب.

وعلى الائتلاف ان يستبق مع الزمن لتحقيق هذه التوجهات الاستراتيجية الهامة، حتى لا يقوى انقلابي عدن من الاستفاقة من الضربات الموجعة التي تعرض لها  من حيث لا يحتسب وقد يطول   تأثيره تحت وقع هذه  الصدمات القاتلة التي ستكتب  النهايات الداخلية والحتمية والمتوقعة له وهو لا يقدر على الفرار منها مع ازدياد قوة الضغط عليه بدخول الائتلاف لخط التسويات السريعة لاتفاق الرياض وقد يقلب موازينها رأسا على عقب على انقلابي عدن  وكل الاحتمالات واردة ومطروحة على الطاولة. 

ولابأس ان استكمل الائتلاف حلقات حضوره ومسيرة تلاحمه مع الجماهير، في اخر محطاتها من اقليم حضرموت محافظة المهرة مهرة التاريخ واليمن الاتحادي الجديد.

مقالات الكاتب