التطبيع!

يمثل تطبيع الامارات مع الكيان الاسرائيلي بداية العد التنازلي لها ولعرابها الاول محمد بن زايد،الذي وقع في شر اعمالة وكتب خاتمة مطافه وقطافه السياسي الجديد،بشكل مسيئ وماساوي له ولبلاده وان كان متوقعا في كل الاحوال،و هرول مندفعا بجهله السياسي الى هذه الواقعة الوخيمة غير مدرك لتدعياتها عليه وعلى دويلته . 

ولنا في تاريخ التعاملات مع الكيان عبرة وفكرة، الاولى نستقيها من واقعة اليوم الاسود للسادات وقيامه بالخطوة الاحادية في التطبيع والتي لف بها حبل المشنقة على عنقه وعنق مصر العروية وام الثورات العربية، ولم يشعر بحجم فداحة ثمنها  الا بعد فوات الاوان، و ذاق مرارة طعم موتها العلقمي  قبل ان يموت، وشعر بقدومه المهول عليه وتشبع من مخاوفه لسنوات حتى جاءاته رصاصته بغتة، بعد عمر من تقلبه على صفيح ترقب لحظاته  الساخنه من الخوف والانتظار  لسنوات قليلة .

 والفكرة التي يمكن ان نقراءها بتمعن من الحادثة هي حتمية الهلاك للراعي الاول لخدمات التطبيعالجديد مع اسرائيل، وعليه ان يترقب حظه من الموت قبل الاون مع جهله بطبيعة وطريقة تلقينه الحدث الذي سياتية بغتة من طائرة في الجو او رصاصة طائشه،المهم ان شيخ دولة الصحراء كتب خط نهايته المتوقعه بانامله الذهبية التي تحكي قبح جهله بالسياسة وسهولة الضحك عليه وبيعه لنفسه ولبلاده للكيان  بلا ثمن.   

سلم السادات رقبته ورقبة ام الثورات العربية لاسرائيل واجتزتهما برصاصة واحدة،واعلنت خلاصها من مرحلة العصر الذهبي لشعوب العربية،وابقتها رهينة لمشيئتها الى اليوم.

وكما مارست اسرائيل لعبة التحكم والسيطرة المطلقة على الانظمة والثورات العربية، هاهي تلف حبل المشنقة على رقبة الشيخ القتيل محمد بن زايد ليكون كبش الفدى الاخير للانظمة الملكية والاسرية في المنطقة، ليظل الحبل معلقا عليها جميعا الى يوم يبعثون.

ذهب محمد ولم يعد في الحساب الاسرائيلي غير قابل للخطأ بمفهوم تعاملاتها مع النظم العربية والدولية المخالفة لتوجهاتها العنصرية،وانزلق محمد الى هاوية التطبيع بغلطة في الحساب السياسي الذي لا يجيد لغته العقلية الشديدة التعقيد ولا تقدير مواقفه التي يلفها الغموض من كل جانب.

وتتبع خطوات الشيطان الذي اوهمه بان انجازه لهذه العملية التاريخية ستمثل اعادة بناء لشخصيته المهترئة بعد وصولها الى الدرك الاسفل من الحضيض بالتورط في اراقة دم العروبة في عشر من دولها وتحطيمها دولا وانظمة دون خشية من وازع او ضمير . وهي الهالك المبين له ولدويلته النفطية المتخمة والتي من اليوم وصاعدا ستذهب خيراتها لدولة اسرائيل الرب التي اتقنت وتفردت من بين شعوب ودول العالم قاطبة في اخضاع كل تصرفاتها لناموس رباني دقيق ومحكم. 

وهذه حقيقة وجدلية دينية واضحة  تجعلني احترم ارادتها في انتهاج هذا الاسلوب الجذاب والمتبوع بسوط عذاب من اجل  الحفاظ على رياديتها وقيادتها العالمية في مختلف المراحل من التاريخ البشري للامم بغض النظر عن تباينات وجهات نظر المفسرين لها من منظر عقدي مغلوط لست بحاجة الى الخوض في غمارها.

وحتى لا ننسى تذكيركم بان اسرائيل هي امريكا الكبرى الحاكم المطلق للعالم اليوم وحارسة شريعة الله على الارض.

مقالات الكاتب