لعبة الحرب في اليمن (14)

اليمن على مايبدو بانها مرشحة لاقرار نوعية النظم السياسية القادمة لدول العربية التي ضربها اعصار المتغيرات،وبطول ازمتها، ويمكن الاستدلال في  رحلة الاستبصار الفكري التي جبت فيها عباب بحور و مجريات الاحداث العاصفة باليمن والنظم الجمهورية في العالم العربي، على الاستعانة باليمن في تحقيق الاهداف الاستراتيجية للحروب عليها وعلى المنطقة وفي المقدمة منها وبكل تاكيد تحقيق مقولتهم بضرورة نهاية التاريخ للعرب، وحرمانهم وبكل اسف من ممارسة حتى الاستمتاع او الانتفاع من دروس تاريخهم القديم والمعاصر وعلى هدى من رؤى فلاسفة الغرب العظام،الذين اجروها كا السنن الماضية في حياة شعوبهم الاوربية في العصور الوسطى وماتلاها،والتي ذهبت بسلطان الدين واسست لسلطان الفلسفة والعقل في مختلف شؤون حياتهم. 

وقد يتسأل البعض لماذا ذهبت بهذا المنحى في الطرح،  والجواب بكل بساطة من عنوان المقالات المتسلسة التي كتبتها تباعا، والمستوحاة في لبها وجوهرها من كتاب العبقري كوبلاند المتعدد القدرات والمواهب الخارقة، والذي الهم امريكا المعاصرة عملية السير على هدي كتابة الشهير لعبة الامم بتجلياته الفكرية العميقة والتي مثلت لامريكا سبل الرشاد ومعالم الطريق في تطويع مناطق النفوذ والثروات في العالم العربي لمصالحها، والسيطرة عليها دولا وشعوبا وانظمة، لتسييرها و بالاصبع في فلكها الكوني المعاصر.

وامريكا هي عملت كذلك على تقويض اوربا الحكيمة والمعاصرة وجعلها بقدرة قادرة طوع بنانها، وغيرت ايقونتها ومعتقدها في التاريخ الذي بداء من الشرق وانتهى في اوربا،بحسب  المقولة الخالدة لمفكرها وفليسوفها العظيم هيجل،واقسمت (امريكا) على مواصلة رحلة التاريخ الاممي لتتوقف في محطتها الاخيرة وسط ديارها العامرة بالعلم والحضارة.وهكذا تمكنت امريكا من تغيير دفة التاريخ الى ربوعها بالوصول الى مركز سيادة العالم بمضيها على خطا فلاسفتها المعاصرين وجبروت قوتها العسكرية القاهرة من اجل احكام قبضتها على العالم وفي الطليعة منه البلدان العربية،لتتحقق نبؤتهم في تغيير مجرى التاريخ الذي تحرك من الشرق وتوقف في قلب امريكا، لتتخذ الذرائع كيفما كانت   لبسط نفوذها العالمي وباسناد نظري لاطروحات عديد من فلاسفتها المعاصرين.

وعلى ماتقدم علينا الجزم واليقين بتوقف العرب عن صناعة التاريخ وانتهاء دورهم في كتابة التاريخ المعاصر للشعوب ومن هنا يتأكد لنا دور امريكا في قيادة العالم واحتكارها لصناعة التاريخ.واحكام اغلاقها لبوابة الالفية   امام العرب، وهي بادرة نادرة في حياة الشعوب وتجاربها.

كوبلاند وجه امريكا على العرب واوصاهم بانتزاع هويتهم القومية والاسلامية وتجريدهم من التاريخ المعاصر،ومنعهم من استجرار احداث تاريخهم القديم،او استسقاء الدروس والعبر من احداثة وضرورة كتابة  صفحات تاريخهم اللالفي باياد وعقول امريكية صرفة،وان بلسان عربي اعجمي على طريقة ونماذج مراكز الابحاث والدراسات التي تفكر بعقلية الحاكم التابع لامريكا،و الجامعات التي تبني الاجيال بعقول غربية نابهة و مناسبة لحالة العرب في هذه المرحلة ومستبشرة بالمتغيرات الجذرية التي تستهدف امتهم ومقوماتها البشرية والمادية والتاريخية.وهي مذبوحة من الخوف ان  توجه لها تهمة الارهاب ان هي فكرت في ايقاض الضمير المستتر للامة او القيام بعملية تحفيزا لوعيها القومي الغائب.

القوى الخفية والمحركة للعبة الحرب في اليمن والمنطقة هي من تقف اليوم امام افشال مهمة تحالف دعم الشرعية في اليمن وتمنعها عن تحقيق الانتصار لها بعودة الجمهورية المغدور بها من المليشيات في صنعاء وعدن.، حتى لا يسجل ذلك الحدث المجهض في اجنة احلامنا من الاحداث العربية الخالدة في التاريخ العربي المعاصر.

ونحن على دراية وعلم بقدرات المملكة العربية ومقدراتها الهائلة التي تمكنها من التصدي بحزم لكل التحديات التي تواجه امتها من المحيط الى الخليج.ولكنها مهيضة الجناح امام جبروت القوة الامريكية القاهرة وخذلان العرب.

مقالات الكاتب