بيت الزريقي الذي يحرس الحجرية
منذ أعوام ستة بدأت النواة الأولى من مقاومة الحجرية التي كانت مهمتها إمداد مقاومي تعز بكل توجهاتهم بالسلاح من هذا البيت, منه انطلق أيضاً المقاتلون يتم توزيعهم على كل الجبهات, لتكون بعدها مهمته الأطهر في إعداد وتسليح الكوكبة الأولى التي أوقفت زحف المليشيا الحوثية على الأحكوم وهيجة العبد.
ظل البيت قبلة لكل قيادات تعز المحلية والسياسية والعسكرية, طيلة هذه السنوات, كان حلقة وصل بين عدن والجنوب وتعز, كان الأمل لمقاومي المقاطرة وحيفان والقبيطة والشمايتين والوزاعية وصبر, إليه حج حمود المخلافي ويوسف الشراجي وخالد فاضل وأمين جعيش, وطاهر القحطاني وعبدالملك الأهدل, وغيرهم كثير, زاره النعمان والكباب والشرجبي والزعزعي والعزعزي والمقرمي, فيه رأيت الساسة والمثقفين ورجال الأعمال والأعيان منهم عبدالهادي العزعزي, كلهم يدركون عظمة البيت ودوره النضالي, ودور صاحبه العقيد عبده نعمان الزريقي.
استهدف البيت أكثر من مرة, من قبل خلايا حوثية في السابق, رمُيت أكثر من قنبلة بالقرب من بابه, كان منها حادثة تفجير سيارة قائد المقاومة حينها, والذي كان تابعاً للواء 35 مدرع, سلم عبده نعمان الزريقي أكثر من مرة من محاولات الاغتيال, منها خلق الاشتباكات بالقرب من منزله, ليسهل اصطياده وهو الذي لم يحصل, على الرغم من حالة التربص الكبيرة والمؤامرات والتي فشلت..
في العام الماضي, وحين دخلت أطراف أخرى مشهد الحجرية ومنها التربة, وسيطرت على الجبال المحيطة بها لتتخذ منها مواقع عسكرية لخارجين عن القانون, يتبعون ما تعرف بكتائب أبو العباس, أصبح البيت في فوهة نيرانهم, وزاد الاستهداف أكثر, بعد أن أصبحت المنطقة منطقة استقطاب, إذ رأوا في البيت حاجز صد أمام طموحاتهم التوسعية, للاستيلاء على أهم مرتفعات تربط مديريات تعز الداخلية بميناء المخأ وباب المندب, بل وعدن, حيث مشاريع أخرى تسبح ضد تيار الشرعية والدولة وتتبع مِشاريع إقليمية يسيل لعابها على سواحل اليمن وموانئها.
البيت الذي تسامح صاحبه من قبل وتنازل عن قصفه من أجل حقن الدماء, ظن المجرمون أنه خوف وجبن, لا يعلمون أنه ليس كل مرة تسلم "الجرة" جرة من قادوا العبث وأشاعوا الفوضى طيلة الأشهر الماضية, ليزدادوا جنونا لحالة الرفض المجتمعي الذي جابه مشروعهم ونزقهم, رفضهم حين كانوا في قمة نشوتهم بأن الجولة ستكون لهم, وأن الزريقي لم يعد بقوته, وأن الزريقة تم تفريقهم, لم تعد كلمتهم سواء, لا يعلمون أن العرض والأرض والمبادئ لا تجزأ, وأنها ستظل متماسكة والدفاع عنها مقدس.