الانتقالي.. وضآلة الحكومة
اوجد المجلس الانتقالي الجنوبي فرصة من العدم للحكومة الشرعية للتملص من التزاماتها والقيام بواجباتها الرئيسية تجاه رعاياها.
ومنذ اغسطس الماضي حين اندلعت المواجهات بين قوات الحكومة وقوات المجلس الانتقالي وتم طرد الحكومة من مدينة عدن والاصرار على عدم رجوعها لممارسة نشاطها تحت مبررات تبودلت فيها الاتهامات بين الطرفين. هذا الطرد والمنع وجدت من خلاله الحكومة ضآلتها للعزف على اوتاره وعندها الحق في ذلك لتخلق لنفسها مبررا يدفع التهم عنها بانها تحاول العودة الى عدن كعاصمة مؤقتة للبلاد لممارسة نشاطها والقيام بدورها وواجبها ولكنها ممنوعة من العودة واتفاق الرياض الذي وقع بين الطرفين في نوفمبر الماضي لحل الاشكالية بين الطرفين تعثر قبل ان تبدا خطوته الاولى لانه كان هلاميا اكثر منه واقعيا وبنوده فضفاضة يصعب الامساك بخيطها الرفيع وهو ماسحب نفسه حتى اللحظة على عدم قدرة الرياض باعتبارها الراعي والموجه بالزام طرفيه بتنفيذ بنوده تحت اشرافها وضمانتها بغض النظر عن اي ملف يتقدم عن الاخر واي ملف يتاخر.
وفي حقيقة الامر فان المجلس الانتقالي قد اخذته العزة بالإثم ولاشك انه ادرك ماوقع فيه من خطأ بطرد الحكومة وعدم السماح بعودتها وذلك ان الحكومة رمت الكرة في مرمى الانتقالي لتحمله وزر افعالها وضعف اداءها، ووجد الانتقالي نفسه في زاوية ضيقة مكرها لابطل دفعته حمية التفوق القتالي حينها _ وليس الانتصار _ لاتخاذ هذا الموقف وعجز لاحقا عن التراجع عنه خشية من غضب الشارع الذي تعالت عنده هرمونات الحماسة في ضوء حملة التحريض الواسعة التي رافقت وتلت تلك الاحداث بوهم الانتصار لقضايا الناس.. مثلما وجد نفسه في ظل هذه الظروف المعقدة والمترابطة والمتداخلة غير قادر على القيام باي دور لصالح الناس والايفاء بالتزاماته في ضوء اعلانه الادارة الذاتية للمحافظات الجنوبية وقيامه بفتح حسابات بنكية خاصة في البنك الاهلي غير الموجودة لدى البنك المركزي للموارد الاساسية السيادية الامر الذي زاد الطين بلة في موقفه ورفع من رصيد مبررات الحكومة بالتنصل والتهرب..
وبذلك فان نصيحتنا للمجلس الانتقالي ان يتخذ قدرا كافيا من التأني والتفكير والدراسة الموضوعية بعيدا عن شطط لحظات الحماسة قبل ان يقدم على اي خطوة او يتخذ اي قرار لإن كثرة اتخاذ القرارات دون تنفيذها على الارض تأتي بنتائج عكسية وسلبية في الشارع. واعتقد ان الانتقالي اليوم في امس مايكون لحاجة ومؤازرة الشارع له ولن يتأتى ذلك من خلال بريق وهم القرارات كانتصار اعلامي، بقدر ما يتحقق هذا الهدف من خلال ملامسة تلك القرارات لاوجاع وهموم الناس والتخفيف منها.