لماذا المملكة؟

تمتلك المملكة العربية السعودية المقومات الروحية والمادية القوية،التي تؤهلها لقيادة الامة الى مصاف حضارة العصر،وجعلها تتبوأ مكانتها التي تستحق فيها،وهذا مادفع القوى الدولية المهيمنة على العالم الى وضع ثقلها التقني والعسكري في وجهها والعمل على احباط دورها العروبي في كل الازمات والمشكلات التي تواجه العرب في هذه المرحلة وفي المراحل السابقة من التاريخ العربي المعاصر، دونما الحاجة الى ايجاد القرائن والمقاربات الموضوعية في تاريخ الصراعات العربية المحتدمة منذ اندلاع ثورات التحرر في بلدانها و حتى العواصف الضاربة باطنابها البعض منها اليوم. وبما يؤكد بان المملكة تمتلك رؤية استراتيجية شاملة وثاقبة للتعامل  مع هذه المتغيرات الحادة وتمتلك رصيد تاريخي ضخم من المواقف الخالدة في قدراتها على التعاطي معها.، وبصورة واعية ومدركة  لخطورتها على المملكة والعرب على حد سواء،وتقدير حجم تأثيراتها الكارثية عليهم  جميعا.

وانتهجت المملكة ومن وقت مبكر  خطها السياسي الراشد والحافظ لاماناتها ومسؤولياتها التاريخية  تجاه القضايا المصيرية للامة دون ان تحيد قيد انملة عن نهجها العروبي القويم . وبهذا المستوى من النضج السياسي الرائد عرفت المملكة كيفية تقي نفسها وتحميها من هول العواصف المتوالية على المنطقة،  والمضي في ظلماتها الحالكة بامانه حتى الوصول الى  بؤرها المشتعلة والشروع في تطفائتها وفي الاعماق منها وبما يجنب المنطقة شهب نيرانها المحرقة.

وللمملكة تجربتها السياسية العميقة  وتاريخا طويلا في التعامل مع قضايا المنطقة ومع القوى الموجهة لها، ويحسب لها تدخلاتها المحمودة فيها والعمل على حلحلتها ومعالجة تبعاتها واثارها السلبية وان بدت من المهام المستحيلة عليها احيانا ، بفعل المخاطر التي تعتري طريق نصرتها للعروبة والمزروعة بحقول الالغام، طمعا في افشال مشروعها التاريخي الرائد في انقاذ امتها العربية من المصير المجهول والمغيب لحاضرها ومستقبلها معا والعمل على اجهاض مساعيها وجهودها الرامية للحفاظ عليها وعلى بلدانها الممزقة بالصراعات ومحاولة خروجها من عنق ازماتها الطاحنة بسلام  .، و هذا ما يمكن ملاحظته على ماينتاب دور المملكة  العروبي والتاريخي المشرف في اليمن من انتكاسات مفتعلة ومخطط لها وهي من  تعي اسبابها ودوافعها الحقيقة في الاول والاخير. 

والمملكة كانت ولاتزال صاحبة اليد الطولى في ملفات قضايا المنطقة وصاحبة الفضل الاول في التصدي لها والتعبير عنها في كل المحافل.، ولن تتغير الادوار التي تلعبها المملكة لخدمة القضايا المصيرية لامتها وعروبتها ودفاعها المستميت عن مصالحهم وحقوقهم و تاريخهم العربي المشترك، مهما اعترت طريقها العثرات المصطنعة من دوائر صناعة الازمات العالمية  لنيل منها والتقليل من مكانة صدارتها وتصدرها لمشهد الاحداث في المنطقة.، وعلى هذا الهدي يجب فهم مقالي بالامس عن اتفاق الرياض واستيعاب موجبات مقاصده.

مقالات الكاتب