هادي والصبر الجميل

للكبار يطئ طئ الحرف رأسه، ولهم تنحني الكلمات احتراماً، وتبجيلاً، وتكتسب العبارات زخماً من خلال التعبير عن منجزاتهم، وتاريخهم، وهادي عندما يكتب القلم عنه يزداد القلم فخراً، ويتعاظم حرفه، وتتباهى كلماته، وترقص عباراته، فهادي صنع مجداً، وأخرس تطلعات صبيانية، وأمات أطماعاً في وطن الأحرار، وطن ملوك العرب، وتبابعته.

والكل يعلم أن هادي يتمتع بصبر جميل، فقد جعل من صبره مدرسة لتعليم فنون الصبر، فمن صبره تمخضت انتصارات، وانهارت قوى الخصوم، قال تعالى: <<إن الله مع الصابرين>> والصبر مفتاح الفرج قالوها قديماً، وهادي يعمل بصبر الحكماء، ويحارب بصبر الحلماء، فلكل خطوة لابد من دمغها بالتأني، والصبر، ولهذا وفر صبره الكثير، فصبر هادي صبر قاتل، فصبره أرهق الخصوم، وشتت قواهم، فكلما حاولوا إثارته صبر، فخلخل صبره عزيمتهم، وجعلهم في حيص بيص، ووجدتهم يتساءلون، ماذا يريد هادي؟

أسئلة يرددها الجميع ماذا يريد هادي؟ وبماذا يفكر هادي؟ وما سبب صمت هادي؟ وما خطط هادي؟ أسئلة يرددها المحللون السياسيون، ويلوكها العامة من المواطنين، ويظل صبر هادي هو الصبر القاتل لكل الخصوم، فبصبره صدم كل خصومه، وأصابهم في مقتل، فكلما أعدوا خطة للفتك بالوطن، أخمدها هادي بصبره، فبات صبر هادي سلاحاً فتاكاً، يقتل بلا سهم، ويحرر بلا قتال، فصبر هادي صبر جميل.

يعلم الجميع أن هادي قد كسب الكثير من المعارك بصبره، وحسن تخطيطه في ظل تخبط خصومه، وعدم امتلاكهم لصفة الصبر، وامتلاء عقولهم بالحمق، والنزغ، والطيش، فكسب هادي بصبره كل معاركه، فمن أراد مبارزة هادي فليعلم أنه سيخسر معركته، لأن سلاح هادي سيفان سيف السلم، وسيف الصبر، فواهم من ظن هزيمة السلم، وخاسر لا محالة من أراد مبارزة الصبر.

مقالات الكاتب