عدن.. بين مطرقة كورونا وسندان الجهل المجتمعي !

تعيش العاصمه عدن وضع صحي متردي كارثي لم تشهده من قبل،خلال الأسابيع القادمة ستعيش بقية المحافظات نفس المصير الصحي التي تعيشه عدن وسيعم ذلك اليمن شمالا وجنوبا ،شرقا وغربا ،ان لم يكن قد عمها ذلك ولكن ليس بالقدر والمستوى الحاصل في عدن .

لن اتحدث عن الأوضاع العامه التي تعيشها البلد ودور الحكومه الذي لم يلمس منه المواطن شي منذ خمس سنوات ،ولن اتحدث عن الدور الأخلاقي والإنساني للتحالف في مواجهة الأوضاع الصحية التي عدن وبقية المحافظات، لأن الحديث عن ذلك اصبح أشبه بالنفخ في بالونه مثقوبه !

كان عام 2020 عام الأحداث منذ اليوم الأول له ،وابرز ماحمله لنا هذا العام فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وسبب شلل عام لكل مناحي الحياة فيه ،واصبح خطر داهم وحقيقي على الوجود البشري على كوكب الأرض في الوقت التي عجزت كل امكاينات وقدرات دولم العالم عن مواجهته أو الحد منه .

النقطه أو المحور الهام والذي يجب التركيز عليه في هذا الموضوع والذي اصبح حديث العامه ووضع أكثر من علامة استفهام واصبح حديث الساعه هو الوباء المجهول الذي اصبح يوميا يحصد ارواح المئات وكان الكادر الطبي على قائمة الضحايا في الوقت الذي اصبح لاتخلو فيه بيت من الاصابه في ظل اجتهادات وتشخصيات على حسب الأهواء .

دعونا نكون واقعيين والربط بما تعيشه عدن اليوم وبما هو حاصل في العالم بعيداً عن المناكفات السياسيه والتخمينات وتصفية الحسابات اذا أردنا مواجهة مايحصل والحد منه،عجزت دول تملك إمكانيات مهوله في مواجهة هذا الفيروس واصبح ضحايا الفيروس بالملايين بين وفيات ومصابين،فغزى الفيروس كل دول العالم رغم إغلاقها كل منافذها البريه والبحريه والجويه والقيام بعمليات فحص وترصد كبير ،في الوقت الذي بقيت اليمن الدوله من بين عدد بسيط من الدول التي لم يصلها الفيروس طوال اربعه أشهر من ظهوره ! هنا مربط الفرس .. هل ذلك صحيح بأن اليمن لم يصلها الفيروس أو أننا توهمنا بذلك في الوقت الذي الفيروس قد دخل إلى البلد منذ الشهر الأول لظهوره ؟!

نعيش في بلد حدودها البريه والبحريه والجويه مفتوحه على مصراعيها دون توفر ابسط إمكانيات الفحص ومعايير السلامة وغياب تام للجانب الحكومي ودوره على الأقل دور وزارة الصحه في ظل قطاع صحي متهالك في البلد .

اجزم أن فيروس كورونا قد غزانا منذ الشهر الأول لظهوره في العالم وما عدد الضحايا المهول إلا دليل بأن عدد الاصابات قد وصلت بمئات الآلاف إن لم تكن بالملايين ورغم ذلك نصر على أن هذا الوباء ليس كرونا .

طبيعة الإنسان اليمني ونظرا للأوضاع الاقتصاديه التي تعيشها البلد والجهل تجده يلجئ الى المهدئات من العقاقير الطبيه الى جانب تخدير شجرة القات فيظل يصارع المرض حتى تجده يسقط عندما يصل مراحله النهائيه وهي ضيق في التنفس والتهاب رئوي وقد اوضحت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها بان تواجه صعوبه في التعامل مع الحالات لأنها تصل إليها وهي في مراحلها الأخيرة .

تدهور الوضع الصحي في عدن نتاج طبيعي جداً عن حالة الجهل المجتمعي الذي كشفه هذا الفيروس ،فرغم العدد الكبير في الضحايا إلا أننا نجد ان المجتمع مستمر في تجاهله للقيام بالاحتياطات الوقائيه .

الأسابيع والأشهر القادمة ستحل علينا كارثه بكل ما تعنيه الكلمه من معنى اذا لم يصحى المجتمع لأنه عباره عن خط الدفاع الأول لمواجهة الوباء .. دعونا نعمل بقاعدة أن الحاصل في عدن هو فيروس كورونا حتى يثبت العكس ،اسئل من الله سبحانه وتعالى في خواتم الشهر الفضيل ان يرفع عنا وعن سائر بلاد المسلمين والعالم هذا الوباء إنه القادر عل ذلك وعليه التكلان. 

*مدير عام فرع الهيئة العامة للاستثمار م/ لحج