واعصيد..واعصيد

أمس تم تسجيل أول حالة كورونا في اليمن، أكدت هذه الحالة جهات رسمية، وكادت المجموعات في الواتس آب تنفجر بهذا الخبر، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي، وكل وسائل الإعلام في الوطن وخارجه بهذه الحالة، حتى أنني ظننت الكورونا في طريقه إلينا من حضرموت، فأعلنت حالة الاستنفار في البيت، ومنعت الأولاد من الخروج، فزاد ضجيجهم داخل البيت، وعصدوا البيت علينا عصداً، فتماهينا مع من خرج، وسمحنا لهم بالخروج بعد نفي الحالة من مصادر إعلامية كثيرة، ولكننا سمعنا بخبر من إب، فجددنا الحظر عليهم، فقال قائلهم: واعصيد.

عصد المفسبكون، والموسوسون، والإعلاميون، والأميون، وكل واحد أدلى بدلوه، فبعضهم ذهب بعيداً، وربط تسجيل هذه الحالة بالهدنة التي تم الإعلان عنها، وعصدوا في تحليلاتهم، فجاء عصيدهم زايد ماء، وناقص طحين، وبعضهم ربطها بوصول قوات أمريكية للسيطرة على ميناء الشحر، وهذا العصيد غير ناضج، لأن أمريكا لا تحتاج لهذا اللف، والدوران لو أرادت السيطرة على ميناء الشحر خاصة في ظل انقسامنا بين الشرعية، والانتقالي، والحوثي، وانقسام الشرعية على بعضها، وانقسام الانتقالي كذلك في عدن.

عصيد من نوع خاص، فكل واحد أخذ عصاه، أي:((المخبط) وأخذ يعصد حسب فهمه، وميوله السياسي، فبعضهم وصل به الحال أن يقول: إن الإعلان عن هذه الحالة الغرض منه كسب حصة من أموال الصحة العالمية التي تم توزيعها على البلدان المصابة بهذا المرض، وهذا العصيد فيه حرارة زيادة، فالصحة العالمية عندها مندوبين، ومدققين، ولا يمكن تنطلي عليهم مثل هذه الكذبة، فمالكم كيف تحللون؟

عندما تم الإعلان عن هذه الحالة الكل عرض بضاعته من معاريفه في الشحر، وبعضهم عرض لنا تسجيلات قد تكون صحيحة، وقد تكون كاذبة، وخرج المسؤولون يؤكدون الحالة، وظل الكثير غير مصدق، وما أن أشرقت شمس ضحى اليوم التالي إلا وقد نفوا إصابة هذه الحالة، وهذا العصيد فيه حموضة زيادة، ولكن العجيب في هذا العصيد ما نراه من تخبط لوزارة الأوقاف، فوزارة الأوقاف ترفع الحظر الذي أصلاً ما أحد استجاب لها، فظلت الكثير من المساجد مفتوحة، وبعد ساعات قليلة تعيد الحظر، لتثبت وجودها، فوجودها أصبح مجرد ورق على ورق، فياليت يشيلوها من قاموس الحكومة، ويوفروا صرفياتها، ومخصصاتها، وواعصيد، واعصيد.

العصيد الصدق كان من إب، فبعد أن سمع الخبرة عن أخبار حالة كورونا في الشحر، وهذه المنطقة تحت سيطرة الشرعية، شرعوا يحكون لنا، ويعصدون عن أسرة بحالها ربما مات أطفالها بسبب الكورونا، فهم سمعوا من وسائل الإعلام عن توزيع الأموال من الصحة العالمية لمن يسجل كورونا في وطنه، فأعلنوا عن حالاتهم، وما فيش أحد أحسن من أحد، واعصد لك مع من عصد يا بو يمن.

مقالات الكاتب