أمريكا وقيادة العالم

نجحت امريكا في تجربتها الأولى في قيادة العالم وإنقاذه من كارثة فيروس كورونا , وتمكنت من توجيه جهوده وتوحيدها لمواجهة الوباء , وتحركها في  نسق صحي متكامل وغير مسبوق في تاريخ البشرية .

وقد استجاب العالم طوعية لتوجياتها , و بادر بتلقائية مطلقة في تطبيق إرشاداتها الطبية للحماية والوقاية من الوباء , وبصورة أظهرت تقبله المرن لسير إلى ابعد من المفاهيم العامة للقرية الكونية التي جعلتنا أمريكا نعيش في ظلال تقنياتها الرقمية المذهلة , ونتقبلها بالرضا المحمود .

وقطفت نتاج تأثيرها وسيطرتها على العالم وتحكمها الرقمي المباشر من خلال أدارتها لهذه الأزمة الصحية العالمية وانخراط الحكومات والشعوب في مجريات التفاعل معها , واستشعار الإنسان لخطرها على حياته في كل بقعة من بقاع الأرض .

وبفعل هذه الموجهات المؤثرة لأمريكا تداعت الإنسانية جمعا لمواجهة ومحاربة الوباء , وفازت أمريكا بضميرها الإنساني الحي على الجميع وحققت قصب السبق في إنقاذ الإنسانية وحماية العالم من كارثة الوباء الفيروسي الخطير .

الاستحقاق الامريكي بهذا الفوز العالمي وجدارتها لقيادة العالم له من المؤشرات والدلائل ما يستصعب استعراضه في هذا المقام , وهناك ثمة مفاتيح يمكن استخدمها لما صعب على الفهم في تفسيرات مقولات عديد من مراجعها الفكرية والسياسية في الازمة وفي المقدمة منها مقولة وزير خارجية بومبيو وحديثه عن نجاح التجربة وهو هنا يتحدث وفي غالب الظن عن نجاح أمريكا في قيادة العالم وتدخلها المباشر في أدارة تعاملها مع الأزمة الوبائية العاصفة بمختلف بلدانه ., واعتبارها التجربة الأولى لإمكانية تولى قيادتها المباشرة للعالم وفي القريب المنظور .

أذن هي النذر الأولى بقرب زوال الحكومات المسلطة بالحديدي والنار على شعوبها والقيام بعملية تعقيم وتطهيرها إجباري لها بحسب تعبير إحدى قضاة أمريكا , وعلى العكس من تناول الكتاب والمحليين للمقولة وغمرها في مياه الشك والاتهام  لأمريكا بأنها وراء صناعة الأزمة الوبائية .

مقالات الكاتب