الهوب هوبك والراعية

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس،أحب أن أعيد قراءة هذه الفقرة من مهاجل الفلاحين في اليمن، ونيابة عن كل أبناء الأرض اليمنية أقول للمرأة اليمنية أنت صاحبة السيادة والحق وهذه الأرض لك يا ولادة المعجزات.

أما الشرح فأنا استحضر المشهد وذلك الفلاح الذي يقف في الوادي القريب من القرية، وهو يوصي الراعية في الصيف حين ينتصف الموسم الزراعي في غالب اليمن، وتبدأ رحلة الراعيات من الوادي ويصعدنّ الجبل الهوينا لرعي الأغنام هناك حيث تنمو الأعشاب الكثيفة  على سفح الجبل. 

على جوانب الجبل تتصاعد المدرجات التي أبدعها الفلاح اليمني كفكرة خلّاقة بنقله التربة الخصبة من الوديان إلى الجبال، ليصنع السلال الغذائية الأنقى في العالم. 

عادة مايزرع الفلاح في المدرجات  أنواع الذرة والغرب والصومي والدخن والجلجل والدجر وهي من المحاصيل الصيفية في المناطق الجبلية خاصة المناطق الوسطى من اليمن الكبير.

اللحن الفلاحي الشجي يتناغم مع الطبيعية؛ الزرع والحقول والمواشي، والهواء العذب وشروق الشمس وأصوات العصافير؛ طيور الدوري والهدهد والجوالب والطيور الجوالة وأسراب العقب المحجلة. 

لا ينبع صوت الفلاح من العدم بل من كل هذا المشهد الخلاب ورائحة الزرع والقهوة وزوادة الراعيات، حيث يحملنّ فطاير الكدر والفلفل الأخضر المسحوق مع أحد أعشاب الضومر والخوعة والريحان والثوم، وجمنة القهوة العشارية.

هذه الطبيعية الغنية هي من أهم اللوحات التي رسمها فنانوا اليمن ومن مر باليمن من الفنانين، خلدت الريشة الكثير من اللوحات وحملت اليمن إلى قاعات العرض الدولية، تلك اللوحات لا تنقصها رائحة الطبيعة اليمنية الممتلئة بالحياة.

يوصي الفلاح تلك الراعية ومن خلفها من الراعيات، بأن الهوب وهو الحقل المعلق بين السحاب والأرض هو ملكك.. الأرض لك والمحصول لك، حافظي عليه فأنتِ الأقدر على رعي البيت والإنسان وقطيع الماشية والأرض والزرع والجبل والوادي، بل أنتِ الأقدر على مناجاة هذه السحب ومن صنعها وجعلها تطوف بهذه الأرض الطيبة.

الأرض أرضك والحقل حقلك والهوب هوبك والزرع والمحصول هو لك في النهاية فاحذري، أن تأكل الأغنام المحصول، لأنها ستجوع ويجوع أطفالك وتجوع الطيور طوال العام، والعام المقبل لن يكون هناك ذَّرْي، والذري من الحب هو أفضله ليكون بذوراً للزراعة في العام المقبل. 

 أنت الراعية والمالكة والمدَْبِرة، وبين يديك الحفاظ على كل هذه اللوحة فهي لك، وصوتي لكِ وكل ما أملك فهو لكِ، ولستُ أنا سوى فلاح في هذه الأرض التي تعود ملكيتها لكِ ومحصولها لكِ ولأولادك الذين ستربينهم على حب هذه الأرض وهذه الحياة.

الهوب هوبك واليمن يمنك وكل الخير لك. وكل عام وأنتن مالكات وملكات هذه الأرض وهذه الحياة يا نساء اليمن الكريمات.

مقالات الكاتب