أزمة اليمن والرياض

اعتقد بانه من السابق لأوانه الحديث عن قرب فشل اتفاق الرياض ووصوله الى النهاية المرسومة له مقدما، وهناك كثيرا من المؤشرات التي تفتح أبواب الاحتمالات على مصرعيها في هذا الشأن، دون ابداء اكتراث بحجم التبعات المترتبة عليه خاصة من جانب الشقيقة الكبرى التي سبق وأن قلت بأن سوف تستميت على سمعتها السياسية لا على مصالحها من الاتفاق وبإمكانها الدفع بثقلها الدولي الضخم و التضحية بمزيد من سلاحها المالي في سبيل الدفاع عن الاتفاق في حالة تزواج مصالحها السياسية وأطماعها الشرهة مع الأهداف المباشرة وغير المباشرة للاتفاق، و مادون ذلك كل شيء قابل للمراجعة والتغيير في لعبة السياسة، وعلينا البناء على معطيات المتغيرات السياسية الاخيرة والتي توحي بحلحة الشرعية لحلقات الاتفاق والإفلات السلس من قيودها وما التطورات العسكرية و الميدانية الجارية بسرعة الريح بعيدة عن هذه الاحتمالات ، وإن كان الموقف الصادم لهذه الأحداث يظل محكوم بالمتغيرات الطارئة لاستراتيجية الحرب في اليمن .

وطبعا لا يدخل في حساب دوائر صناعة  الحرب وهي خارجة عن ارادة الشرعية والتحالف وبعيدة كل البعد عن متناول اياديهم او التأثير  في متغيرات وأهدافها لعبة الحرب والسلام في اليمن او في غيرها من بلدان العالم العربي العاصفة بها الحروب .

وعلينا الإقرار  بأن اتفاق السويد والرياض ماهما الا رئيتي التنفس الصناعية للقوى الخفية التي تدير اللعبة من دوائرها المغلقة ، بهدف واحد ووحيد وهو إطالة أمد  الحرب في اليمن ، والانتقال التدريجي بها من مرحلة الى اخرى اصعب تعقيدا حتى وصولها الى نقطة الانفجار الكبير والمستبعد حدوثه في اليمن لأسباب ذاتية وموضوعية متداخلة قد يتعب  هذه الدوائر في محاولات تفكيكها على قوة اندفاعهم والاقتراب منها ، لكنها وفي كل الأحوال تظل عصية عليهم لأنها مرتبطة بالأساس بطبيعة الانسان اليمني الشديدة المراس والكياسة .

وحتما ستظل الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت الصعب التنبؤ باحتمالات ولكن نذرها تلوح وبقوة في أفق ومجريات الأحداث ، مما يؤكد بان اليمن تقف على عتبات مرحلة جديدة من الأزمة يجب ان تستجيب للأهداف الخفية لصناعها ، وعلى ضوء نتائجها ومالآتها الدامية يمكن استقراء ملامح وبوادر الحلول اللا نهائية لها في الأفق المنظور .

ودون شك بان  اليمن لم ترمي بنفسها في التهلكة وبهذه السهولة التي يحسبها البعض ، ولم تسقط عوامل القوة التي  تمتلكها بعد ، وقادرة على المساومة واللعب عليها حتى النفس الأخير من اللعبة .

مقالات الكاتب