الخفافيش البشرية لا تعمل إلا ليلاً ولا تهاجم إلا غدراً

الخفافيش من الثديات التي لا تنام إلا معلقةً برجليها، ويزعجها النور، لهذا لا تراها إلا في الظلام، ولا تخرج إلا بعد غروب الشمس، تراها متأرجحةً في طيرانها، وهذا هو حال الجبناء من بني البشر لا يعتدي إلا تحت جناح الظلام، فيكون مرعوباً، فيحاول النيل من خصومه في عتمة الليل، وحلاك سواده.

إذا اعتدى عليك خفاش من بني البشر، وكان اعتداؤه غدراً، فاعلم أنك قد أرعبته، وطيرت نومه، ولم يستطع مواجهتك خوفاً منك، فيلجأ للتخفي خلف ستار الليل، ويحبو خلف الجدر خوفاً منك، فكم هو جبان! وكم أنت رجل كبير، وعظيم!

الخفافيش البشرية مخلوقات غريبة، فالغدر شعارها، والجبن حالها، والليل غطاؤها، وأعداؤها الناجحون، فأعمالهم الخبثة تلك، نتاج حسدهم، وحقدهم، فلا بارك الله في تلك الخفافيش البشرية، وقلل من أمثالهم، فتنبهوا للخفافيش البشرية، فهم أهل غدر، وأهل جبن، وأهل خسة ونذالة، فعندما تعجزهم تحركاته، ونجاحاتك، يلجأون إلى الغدر بك، لأنك ترعبهم.

خفافيش البشر، تحسبهم رجالاً، ولكنهم أنذال، وفعالهم فعال الخفافيش، فهم لا يشبهون في تحركاتهم إلا الخفافيش، فميدانهم الليل لئلا تراهم العيون، فمجرد تفكيرهم في خصمهم، يرعبهم، فمن ُاٰعتدي عليك غدراً، فاعلم أنك كريم المنبت، عظيم النسب، واعلم أن ذلك الخفاش الذي تجرأ على الكرام، والشجعان من القوم، وغدر بهم، وتسلل ليؤذيهم، وتحت ظلام الليل، فاعلم أن نسبه وضيع، وأنه خبيث المنبت، فلو علم الرجال بمخابئ تلك الخفافيش، لهدوها على رؤوسهم، لهذا فهم لا يعملون، ولا ينتقمون من خصومهم إلا من وراء ستار الليل الحالك، فيا لهم من أنذال، ولا بوركت أرحاماً حملتهم، فلو طرحتهم تلك الأرحام قطرة دم يسيل في المجاري، لكان هذا مكانهم، وهذا شأنهم، ولكن لا يمكننا إلا التسليم بما قضى الله، فهو الحكم بيننا يوم القيامة، وسننال حقوقنا منهم كاملة، وبعد أن أعيانا البحث عنهم، لا نملك إلا أن نرفع الأكف إلى الله، ليقتص لنا منهم، ويدمر مخابئهم فوق رؤوسهم، ومن رأى خفاشاً يسعى في ظلام الليل لإيذاء الخلق، ولم ينطق بشهادته، فنقول له: <<ومن يكتمها فإنه آثم قلبه>> ونقول لتلكلم الخفافيش إن لم نقتص منكم في الدنيا، لتخفيكم، فالآخرة موعدنا، ولا نملك إلا أن نقول: لا حول، ولا قوة إلا بالله.

مقالات الكاتب