معركة الحكيم اليماني هادي ضد أحفاد فئران السد

تتعقد الأمور، وتتفاقم، ويظن أحدنا ألا مخرج للوطن من محنته، تتكاثر الفئران لتحفر تحت الوطن، ليتفرق اليمنيون كما فرق فأر السد أجدادهم، اليوم الفأر ليس كفأر سد مأرب، فذلك حجمه صغير، وعمله خطير، أما فئران اليوم فهم في صورة البشر، وعملهم أخطر، فليس هدفهم كهدف الفأر، مجرد حفرة يأوي إليها، ولكن هدفهم خراب الوطن وعلى رؤوس ساكنيه ومع سبق الإصرار والترصد، فعندما تكاثرت الفئران هنا تتدخل حكمة هادي التي تمخضت عن صبره، فتنتج لنا الحلول الناجعة لكل الأزمات، والحفاظ على الوطن من فئران العصر، فكلما مرت بنا محنة قلنا تلك هي مهلكتنا، فتأتي حكمة هادي كنسيم عليل، فتجلو كل تلك المحن، فيقوى عود الوطن، ويشتد صرحه، ويزرع هادي الأمل في عودة الوطن، ونهضته.

تعقدت الأمور في شرق اليمن، وفي غربها حل السكون، وعمت بعض التغييرات الدراماتيكية في محافظات الجنوب، فعلى الواقع تتغير ملامح الوضع، وقوات الشرعية تعود إلى عدن، وبسكون تام، وتحل قوات سعودية بعد نزول العلم الإماراتي من عدن، تغييرات متسارعة، وإن ظنها بعضنا بطيئة، لكنها وفق الوضع الحالي تعد سريعة، وسريعة جداً.

هادي بحكمته ينظف الشرعية من خلال معرفته العسكرية، فالشرعية علاها الصدأ، وتآكلت، فلابد لها من نار تعيد لها بريقها الذي كان، وهاهي تتطهر من بعض ما علق بها، فكلما رأى هادي اختلالاً، أصلحه، وكلما تطاول طرف قرع على رأسه لينزل، لتتساوى الرؤوس، فهادي جاء ليعدل، ويوازن بين الأمور، فالجنوب له حقوق، والشمال له كما للجنوب من حقوق، وعلى الكل واجبات، فلابد أن يفهم الجميع، ويجب على الفئران أن تكف عن الحفر، فالبنيان عظيم الأركان، ومتماسك، وليس لكم هنا أن تحفروا كما فعل جدكم فأر السد.

رغم تراكم المشاكل، وكثرة المتشاكسون في هذا الوطن إلا أن هادي وبحكمته المعهودة يعالج، ويسدد، ويقارب، وببصيرة القائد، وصبر الأب الحنون، لا يحب أن يرى طرفاً مظلوماً، ولا يريد مجاملة طرف على حساب طرف آخر، ولا يحبذ إقصاء حتى خصومه، وإن فجروا في خصومتهم، فهو أب للجميع، ورئيس لكل اليمنيين، ولن يسمح للفئران العبث بالوطن، وتخريبه، فعهد الحفر قد ذهب بذهاب فأر سد مأرب، وتحصن الوطن من فئران الخراب، فكلما حفروا حفرة سقط ترابها على رؤوسهم، فيالك من حكيم يا رئيسنا، ويا لهم من فئران لم يتحرروا من جينات أجدادهم فئران السد.

مقالات الكاتب