وحدة العرب ومعاناتهم.. وتعاون الموساد الاسرائيلي مع الاستخبارات الامريكية لتفكيك وحدتهم
ليست المسألة الاساسية في العالم العربي اليوم، ان كان «الربيع العربي» وثوراته وانتفاضاته، بما فيها من سلبيات وايجابيات، وصعود ونزول، خطرا يهدد كيان هذا العالم من المحيط الى الخليج، بل القضية التي نوقشت مرارا ولا تزال، هي هل كان يمكن لشعوب هذه البلدان ان تستمر في ظل هذه الانظمة المستبدة الى الابد؟
من الافكار السياسية الواسعة الرواج اليوم، الحديث عن دور حركات التغيير هذه، و«الربيع العربي» في زعزعة تماسك العالم العربي، وتهديد وحدته، وتفكيك بلدانه ومجتمعاته، وهدم «النظام العربي» برمته. بعض هؤلاء الكتاب يشير الى «مؤامرة حرب 1967» كبداية «لحظة تصفية النهضة العربية وتفكيك كيانه».
هؤلاء بالطبع، يتجاهلون طبيعة الانظمة العربية قبل واثناء عام النكسة في 1967، ويتجاهلون هيمنة الجيش والعسكر وغياب الديموقراطية وقمع الصحافة وانتشار التعصب القومي وادارة الظهور للواقعية السياسية واستسهال المغامرات العسكرية واشياء كثيرة اخرى، ناقشها الاعلام العربي والمثقفون ودُبِّجت حوله المقالات وعقدت الندوات، ثم نسي الجمهور وقادة الفكر والاعلام كل ذلك!
ولم يبق في الذاكرة الجماعية الا ان نكسة 1967 كانت «مؤامرة اسرائيلية امريكية» على البلدان والانظمة العربية.. التي لم ترتكب اي خطأ! اكثر الاطروحات السياسية رواجا اليوم حول معاناة العرب وكثرة مشاكلهم وتردي احوالهم، ان سببها المخطط الامريكي وتعاون الموساد مع الاستخبارات الامريكية لتفكيك «وحدة العرب»، وربما القضاء على المسلمين! والكثير من هؤلاء يجعل بداية هذه الموجة الجديدة من المؤامرات «سقوط بغداد» عام 2003. فقد انهارت «البوابة الشرقية» للعالم العربي، و«ضاعت العراق»، وها هي سورية مهددة بالاندثار، وهناك مجازر جماعية بجنوب اليمن , والدور قادم على مصر ودول الخليج العربي وكل العالم العربي!
ولا يمكن فهم هذه «الثورات العربية» الا كمساهمة مقصودة او غير مقصودة في ضياع البلدان العربية! لا احد يلوم ما فعلته انظمة العالم العربي بشعوبه منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية !
لا احد يتحدث عن التفاهم مع الولايات المتحدة والغرب حول تنمية مفيدة للجانبين، بدلا من التصفيق للمتشددين الإسلاميين وتركهم يشكلون ثقافة العرب وعقولهم ومستقبلهم في عصر العلم والتكنولوجيا وثورة الاتصالات. لا أحد يركز على أن مناهج التعليم العربية وحال الجامعات أخطر على الشعوب العربية ألف مرة من أمريكا والصهيونية !
لا أحد من هؤلاء المرتعبين من مخاطر التفكك والضياع، يحاول أن يفهم «المخططات الإسرائيلية» في تنمية الزراعة والصناعة والطب والتعليم، ولماذا متوسط دخل الفرد هناك أكثر من متوسط دخل الإنسان في العالم العربي من عشرة إلى عشرين مرة ! وحرياته أوسع ألف مرة !
ثورة 23 يوليو المصرية كانت «خطة أمريكية»، و الرئيس محمد مرسي مجرد لاعب أمريكي, وهكذا إلى ما لا نهاية.
والآن كيف يمكن لمصر أن تكون بيد الولايات المتحدة وتحت هيمنة استخباراتها المركزية، ثم تقوم أمريكا بهدم عشها الدافئ لبناء عش غير معروف المصير؟
هناك اليوم عشرون نظاماً عربياً وخمسون نظاماً إسلامياً، هل كلها بيد الولايات المتحدة والغرب ؟
وإذا لم تكن، وكانت أمريكا غير قادرة على تجميدها وشلها أو جعلها تدور في فلكها، فما بالها لا تتقدم ولا تلحق بدول آسيا أو حتى بإسرائيل ؟
هل بقاء النظام العربي وبواباته الشرقية والغربية وتماسك كيانه الذي يعاني من ألف مرض وعلة، أفضل؟ لماذا إذن نلعن التدخل الأمريكي في الكويت والعراق وأفغانستان.. ونتمناه في سورية ؟!
مايحدث فى جنوب اليمن من مجازر جماعية وقتل للنساء والاطفال فى ظل تجاهل اعلامى عربى وتجاهل من المجتمع الدولى وينظر الى هؤلاء بانهم إارهابيين وإنفصاليين , فى الوقت الذى يصفق به الجميع للثورة فى سوريا ويطلقون << عليهم الجيش الحر >> .
هل كُتب على أبناء الجنوب اليمنى بأن يعانوا الأنمرين ؟! مرة بظلم حكومة صنعاء وقادتها ! ومرة بتجاهل المتجتمع الدولى لهم !!
هل معاناتنا الحضارية أصلاً سببها العامل الخارجي .. أم الداخلي ؟