أيها المعلمون .. لا تكونوا كالتي نقضت غزلها

قارب الفصل الدراسي الثاني على الانتهاء، وقاربتم على انتزاع حقوقكم، وإن لم تكن تساوي شيئاً من حقوقكم المهدورة، لقد قاربتم على انتزاع علاوة سنوية فقط، لن تأتي لكم بشوال قمح، فيا ليتكم تستمرون في إضرابكم، وياليتكم ترفعون سقف مطالبكم، لتنالوا حقوقكم كاملة، فتلاميذكم في المدارس، يستلمون ضعف ما تتسلمونه، يا أرباب القلم، والفكر، والثقافة، فإن كان هذا شأنكم، ولم تستطيعوا انتزاع حقوقكم، فعلى الدنيا السلام.

أيها المعلمون: لا ترفعوا الإضراب، وتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، لا ترفعوا الإضراب، لما تصروا، أي لما تكون حقوقكم بين أيديكم، فالمثل يقول: لا تقل بر، حتى تصر، وهو عند الحضارم، لا تقل بر حتى يكون بين الحشاء، والصر، فلا ترفعوا إضرابكم إلا وحقوقكم بربلها في جيوبكم، وهي مجرد بضعة آلاف لن تغديكم وجبة في مطاعم المدينة.

إن مجرد رفعكم للإضراب، سيزرع الوهن في نفوسكم، ولن تستطيعوا أخذ حقوقكم في المرات القادمة، فقد أضربتم سابقاً، ورفعتم الإضراب لوعود جاءت إليكم من داخل قصر المعاشق، ولكنها ذهبت مع رياح بحر حقات، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فتنبهوا.

لا ترفعوا إضرابكم إلا بعد استلام حقوقكم، فإن رفعتموه قبل استلام حقوقكم، فلا تفكروا بالإضراب نهائياً، وانتظروا كرم الحكومة الذي لن يأتي إليكم، مادام وأنتم لا تستطيعون انتزاعها، فإن أردتم نصيحتي فاستمروا في إضرابكم حتى تأتي إليكم الحكومة بحقوقكم كاملة غير منقوصة، فالحقوق تنتزع انتزاعاً، وما ضاع حق، وراءه مطالب، قلت ما عندي، والقرار قراركم، وربنا يوفقنا جميعاً، ويرزقنا، وإياكم.

مقالات الكاتب