المجد لليمن
نمر اليوم بذكرى تاريخية مثلت حدثا بارزا في تاريخ اليمن والمنطقة، ساند خطواتها دعم محلي وإقليمي وعربي ودولي واسع، سعى إلى انجاح عملية الانتقال السياسي السلمي والتداول السلمي للسلطة.. وهي محطة مهمة في حياة الشعب اليمني ليستلهم منها ابلغ الدروس وأعظم العبر، وفي مقدمتها توحيد الصف الوطني والوقوف بجانب الشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية لمواجهة المشروع الايراني وأطماعه التوسعية في اليمن والمنطقة والقضاء على أدواته _ المليشيا الحوثية _ في الداخل، والانتصار للوطن ورفع المعاناة التي اثقلت كاهل المواطن.
هذه الذكرى الـ 21من فبراير تستدعي اليوم من كافة اليمنيين الأحرار الوقوف مع الذات اليمانية ولمراجعة انفسهم وضمائرهم والالتفات إلى مصير الوطن الذي تتجاذبه الأطماع وتنهش في جسده المليشيا الإمامية الكهنوتية المدعومة من إيران.. هذه الذكرى ليست عابرة، بل تدعو اليمنيين إلى الإجماع - الذي شكلته الذكرى آنذاك - ليقف الجميع في خندق واحد وباتجاه العدو الذي يوغل بإرهابه وجرائمه في انهاك الجسد اليماني قتلا وتعذيبا وتشريدا، عابثا بمؤسسات الدولة ومقدراتها وبمكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، ومصادرته لأموال الشعب وحقوقه ونهبه لموارد وخيرات الوطن وثرواته.
ولقد تجسدت في انتخابات فبراير اللحمة العربية ووقوف الأشقاء في دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية، إلى جانب الشعب اليمني من خلال دعم ورعاية المبادرة الخليجية التي أسست لعملية انتقالية توافقية وتسوية سياسية أفضت إلى مؤتمر الحوار الوطني ووثيقة المخرجات وصولاً إلى مسودة دستور اليمن الاتحادي من ستة أقاليم، وكانت بلادنا تقترب من الانتقال لآفاق المستقبل المنشود الذي تمردت المليشيا الحوثية وداعمتها إيران عليه، وقادت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.
تلك اللحمة العروبية تتكرر اليوم في وقوف الأشقاء في المملكة إلى جانب الشعب اليمني لمواجهة المؤامرات الإيرانية، ودرء الأخطار التي تحيكها ملالي خامنئي، والوقفة الدفاعية الواحدة التي يترجمها الدعم ويعمدها الدم.
اليوم قبل الغد، وفي ظل التحديات القائمة يجب ان تتقارب المواقف وتتوحد الرؤى، وتلتئم الجراح ويتلاحم الجسد اليماني، تحت مظلة قيادة الشرعية والمشروع الوطني.. وأن نترفع عن كل الأحقاد السياسية، وننظر إلى اليمن بعين حانية وبقلب نابض بالحب والسلام، وبضمير متجرد من الانتماءات الضيقة التي لا ترى إلا ذاتها دون اليمن.
اليوم قبل الغد يجب ان يصطف جميع اليمنيين لأجل اليمن الذي ينتمون إليه، وأن يوحدوا مواقفهم الوطنية ويحصنوها بحب اليمن، وأن يجعلوها غير قابلة للانقسام والتشظي.. نعم توحدوا لأجل هويتكم وعروبتكم، ولأجل مستقبل أبنائكم وأحفادكم.
اليوم قبل الغد يجب أن نجند كل طاقاتنا لدعم وإسناد أبطال قواتنا المسلحة في سبيل معركة استعادة الدولة ومؤسساتها، وانقاذ اليمن من المخاطر المحدقة به والمؤامرات التي تحاك ضده، وفي مقدمتها المشروع الايراني المدمر المتمثل بالمليشيا الحوثية المتمردة على الدولة والشرعية الدستورية ومحاولتها إفشال مخرجات الحوار الوطني الشامل ومشروع الدولة اليمنية الحديثة، فأشعلت الحرب على الوطن وابنائه في مختلف المحافظات مرتكبة ابشع الجرائم، وما من ذرة من أرض اليمن إلا ولها ثأر مع هذه الفئة الباغية.
وأبطال قواتنا المسلحة البواسل الذين يقدمون التضحيات الكبيرة باذلين أروحهم رخيصة في سبيل اليمن وحريته وكرامته ويروون بدمائهم الزكية ترابه الطاهر، ويسطرون أروع الملاحم البطولية في مختلف جبهات العز والكرامة ويحققون الانتصارات العظيمة المبشرة بعودة اليمن كاملة إلى حاضنتها العربية، أولئك الأبطال الذين يخوضون نيابة عن الشعب معركة الدفاع عن الوطن واستعادة الدولة ومؤسساتها ورفع المعاناة عن شعبنا اليمني الحر الأبي الذي لا يقبل الضيم ولا يستكين، ويصنع بتلاحمه تاريخ الانتصار ليحفل به اليمنيون جميعا عما قريب، في كل ربوع اليمن وفي قلب العاصمة صنعاء.. المجد لليمن.