دعوات التصالح بين المؤتمر والإصلاح

تتصاعد الدعوات من داخل المؤتمر والإصلاح للمصالحة بين الحزبين الكبيرين في الساحة السياسية اليمنية، مصالحة تستدعيها المصلحة الوطنية العليا لمواجهة الأخطار التي قد تؤدي إلى مزيد من التشظي ومزيد من ضياع الوطن إلى حيث لا نستطيع استعادته.

هذه الدعوات يجب أن لا تقابل بالتشكيك والسخرية لا فيها ولا فيمن أطلقها فهي دعوات من حيث المبدأ دعوات وطنية تدعو إلى توحيد الصف الجمهوري المناوئ للكهنوت الحوثي وتبحث عن قوة حقيقية تستطيع العمل معا في صدارة المجتمع اليمني لإنهاءالإنقلاب ومواجهة المشاريع الصغيرة التي تعمل على تفتيت البلد للخروج بالوطن من هذا النفق المظلم الذي لن يخرج منه إلا بالإنطلاق صفا واحدا وهزيمة كل من يقف أمام مشروع اليمن الكبير الذي يتسع لكل أبناءه من صعدة إلى عدن.

سيكون من المهم قبل ذلك إجراء المصالحة الداخلية داخل المؤتمر الشعبي العام، فبدون التصالح المؤتمري المؤتمري تبقى المصالحة بين المؤتمر كل المؤتمر والإصلاح مجرد أحلام وأماني فقط ومصيرها الفشل.. فالإصلاح متصالح مع مؤتمر هادي منذ البداية ويعمل معه في خندق واحد ضد الإنقلاب وضد كل من يعمل على تقويض الشرعية منذ وصول الرئيس هادي إلى سدة الحكم.

لقد أدى تشضي المؤتمر الشعبي العام وتجنحاته بالبلد إلى ما نراه اليوم من تشضي وانقلاب على كل مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة، وأي مصالحه معه لا بد أن يسبقها مصالحة مؤتمرية مؤتمرية تلملم تشضيه التنظيمي والجماهيري والسياسي، وإلا مع من ستكون المصالحة، هل ستكون مع مؤتمر هادي المتصالح مع كل المكونات الداعمة للشرعية أما ستكون مع مؤتمر الراعي وأبو راس الداعم للحوثي أم مع مؤتمر طارق الهارب من بطش الحوثي في صنعاء بسبب أحداث ديسمبر التي انتهت بمصرع صالح زعيم هذا التيار وتصفية عدد كبير من قياداته المدنية والعسكرية على يد حلفائهم الحوثيين، والذي إلى الآن رغم تحوله إلى خصم للحوثي لم يعترف بالشرعية؟!

فكما كانت مرحلة التوافق الوطني التي أعقبت الثورة الشبابية الشعبة وسبقت إنقلاب ٢١ سبتمبر تستوجب توافقا مؤتمريا داخليا، فإن أي مصالحة مع المؤتمر أيضا من أجل نجاحها أن يسبقها مصالحة مؤتمرية داخلية وإلا لن يكتب لها النجاح الذي يجب أن يكون بحجم المعركة الكبيرة التي يخوضها الوطن منذ خمس سنوات إن لم يكن منذ خمسون عاما.