خداع أبناء الجنوب بالتحرير والاستقلال

لم نكن بحاجة للاستماع للتلقينات التي يتجشم عناء بثها بين الوقت والاخر اخي عيدروس الزبيدي رئيس مكون الانتقالي حتى نعرف أن الانفصال بات مستحيلا ، فمنذ مارس 2015م ادرك العقلاء أن لا انفصال ولهذا جاءت خطوات البعض الجنوبي العاقل والقارىء للواقع السياسي كما هو بالعمل على الاعتراف بشرعية الرئيس هادي ، وكان الشرط الوحيد الذي تسوقه تلك القوى والعقليات الناضجة هو ضرورة ايجاد الندية في التعاطي مع المتغيرات ومع الشرعية ممثلة بالرئيس اليمني الجنوبي هادي ..

ولكن الاهداف المستجدة للمعركة الجنوبية الجنوبية لبعض الأطراف ألغت ذلك الشرط فتسابقت تلك القوى للاعتراف بتلك الشرعية والعمل تحت قيادتها من بوابة التبعية المطلقة في مقابل ضمان حق تمثيل الجنوب !!

كان الضحية الأولى والأخيرة في تلك الكوميديا المأساوية هو شعب الجنوب فقد تخطفته اطراف الصراع الجنوبي الجنوبي وعاشت شريحة من هذا الشعب حالة انفصام ثوري واضحة أعراضها (شتيمة الشرعية ليلا والعمل في اداراتها بتبعية مطلقة نهارا ) ..!!

وللأسف مازال البعض ممن تستهويهم السخرية من العقل الجنوبي يتحدثون عن مايسمونه إيجابية بعض المكونات الجنوبية تجاه القضية الجنوبية ويضعون مكوناتهم في مربع تلك الإيجابية!!
ويتحدثون عن سلبية بعض المكونات الجنوبية تجاه القضية الجنوبية ويضعون منافسيهم في خانة تلك السلبية !!

كل المتغيرات المتتالية منذ مارس 2015م حتى مقاربات الرياض الأخيرة تؤكد صحة ماكنا نذهب إليه وهو أن الصراع الجنوبي الجنوبي والسباق على الجنوب هو السائد وأن ذلك الصراع قد اوجد أهدافا أخرى غير الانفصال والتحرير والاستقلال وفك الارتباط ، وأهم هدف استجد هو هدف الاستحواذ على الجنوب ولو من بوابة الحكم المحلي الواسع الصلاحيات في إطار أي شكل من أشكال الدولة ...

ومن أبرز صور التطرف والعبثية التي عاشتها ومازالت تعيشها بعض النخب الجنوبية اننا أصبحنا اليوم نرى مشروع الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد ورفاقه في مؤتمر القاهرة 2011م ( الفيدرالية وتقرير المصير ) قد بات حقا حصريا للمتطرفين بالأمس ضد الرجل ومن وصفوا مشروعه بالسقف الواطي ، وبات مشروعا تتصارع على ملكيته تلك القوى التي طالما مارست الخداع على أبناء الجنوب (بالتحرير والاستقلال وفك الارتباط) ومازالت رغم اقتناعها بتشييعه هو الاخر ودفنه إلى جانب وحدة 22مايو 1990م...

مقالات الكاتب