ردا على دعاة التنوير الاشتراكي (فاقد الشيء لا يعطيه)!

يواظب مشكورا  أحد أعضاء حزب النكبة الاشتراكي اليمني (فرع الطغمة) على إرسال مايسميها (تنويرات) لنا على الخاص وكانت تلك التنويرات في البداية  تُذيٌل باسم أحد القيادات الإشتراكية التي على يديها حكمت علينا الظروف كجيل أن نتشرب ثقافة وخطاب الكراهية لكل محيطنا المجاور  وكنا ضحايا لثقافة ( قابوس يا قابوس ويلك ياذنب واخزاك ياكلب النصارى واليهود ) ،وثقافة ( قل للسعودي كل واحد مننا قد حفر قبره ) ،وثقافة ( الحزب ضمير وعقل الشعب ) !

وفي الآونة الاخيرة لم أعد ارى أسم ذلك القيادي وتوصلني الرسائل بتوقيع (منقوول) ويظهر أن الكاتب التنويري اثقلت كاهله الأمانة التي تقول(أن لو كان هناك خيراً فيكم لعملتم بهذه التنويرات في الزمن الذي حكمتم به الجنوب بالبندقية والسواطير وكونتينرات الموت) والتي بعبثيتها اوصلتم الجنوب منهكا مدمرا لتهدوه انقاضا إلى علي عبدالله صالح مقابل ضمان مشاركتكم(ككمبارس) في سلطة الدولة العفاشية ومقابل ضمان بدل الاثاث والسكن والفلل والأراضي وغيرها وبالمقابل ورثتم لنا كأجيال تاريخ تصارعي ملوث ملطخ بدماء الأبرياء .

يسترسل الاشتراكي التنويري محرضا أبناء الجنوب على التقاتل نصا في تنويراته رقم 51 

...(( ١/ ان الجنوب لم يتحرر بعد، لاًن تحريره يتوقف على استعادة قراره (( السيادي ))، وقراره السيادي  مازال براًس شرعية الشمال التي يمثلها هادي٠

٢/ لقد كان سلاطين الجنوب يحكمون مناطقهم، وكان الجيش والاًمن من ابنا الجنوب، وكنا نسميه احتلالاً، لاًن القرار (( السيادي )) براًس المندوب السامي)!

كما ترون الاشتراكي بعد كل ما جرى لنا مازال يؤمن بأن لغة التصفيات هي التي يجب ان تسود بين ابناء الجنوب وبدلا من أن يدعي ويعمل ويسعى إلى إيجاد نقاط التقاء بين أبناء الجنوب سواء في الحراك الجنوبي أو في الشرعية أو في المكونات والأحزاب الجنوبية الأخرى نراه يحرض على ما اسماه (استعادة ) القرار السيادي الذي يراه في رأس الرئيس هادي  ممثل الشرعية الشمالية ، ويسترسل في التحريض ليستدعي مثالا من زمن دولته الغابر وكأني به يريد اقناعنا أن دولة الاشتراكي كان لها قرارا سياديا وكأن الناس لم تعلم بأن  الطيارين الروس والكوبيين هم من دك أسوار قصر الرئاسة على الرئيس سالمين  وكأن الحزب الشيوعي السوفييتي لم يكن هو من كان ينزل التعاميم على تلك الدولة ولا نصبح إلا على الدبابات في الشوارع !

يسترسل منور الإشتراكية ويستدعي مثلا في الفقرة (2) ويقول انه رغم ان السلاطين كانوا يحكمون مناطقهم وكان الجيش والأمن من أبناء الجنوب إلا أنهم كما قال كانوا يسمونهم احتلالا !

ونحن بدورنا هنا  نوجه سؤالا للمنظر الاشتراكي التنويري وهو :

( ماذا جنيتم من نعت اخوتكم السلاطين واخوتكم في الجيش آنذاك بالمحتلين والتعاطي معهم على هذا الأساس الظالم)؟

الم تدركوا بعد أن هذه الخطوة كانت بمثابة اول الأخطاء التي ذبحت الجنوب وأنكم لو انكم حاورتم اخوتكم من سلاطين وقيادات في الجيش لكنتم وفرتم على انفسكم اليوم عنا الاعتذارات اليومية التي تطاردونهم بها من دولة إلى أخرى في اعتراف صريح منكم بسؤ تقديراتكم ، ولتمحوا ذنبكم تجاههم وتجاه الوطن ولكنتم نئيتم بانفسكم وانجيتم الوطن من تدشين مرحلة صراع إصابتكم لعنتها وجرتكم مرغمين  لمرحلة الفتك بفيصل عبداللطيف و الرئيس قحطان الشعبي ومرحلة احداث 13يناير66م  ، ومرحلة أحداث 68م ، ومرحلة  قوانين السبعينات التي برضه تعتذروا عنها اليوم ، ومرحلة جريمتكم الشنعاء ضد ابو الكادحين والفقراء سالمين ، ومرحلة مجازركم في يناير 86م ، وانتهاء ب (وكستكم) التي لم يعرف لها التاريخ مثيل حين سلمتم بلدكم بصفحة ونصف من الورق اسميتموها اتفاقية وحده بدون شروط إلا  شرط واحد هو اخراج الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد ورفاقه من صنعاء؟

تريدوننا اليوم ان نكرر تاريخكم المشرق هذا ونطلق على الجنوبي عبدربه ورفاقه صفة المحتلين وننكر حقيقة انهم يشاركونا الوطن رغم اختلافنا معهم ، ونطلق على من يختلف معكم من ابناء الجنوب صفة الخونة والمفرطين لمجرد التباين السياسي؟

نلتمس منكم العذر فلن نكرر هذا التاريخ الأسود،  وإذا فُرض علينا بالقوة كما فُرض على أسلافنا في ثورتكم الاولى فلن نكون شركاء فيه ولن نقوم بدور المحلل كقيادات فصائل العمل الوطني التي ارغمتموها على التبعية لكم ومات رجالها وهم في الظل ، وحُرموا من حق المشاركة الفعلية في إدارة الدولة  ، وجعلتم منهم فقط  محللين لكل أخطاءكم ..

 ونتمنى عليكم ان تتوجهوا بتنويراتكم الى لملمة الصف الجنوبي بالدعوة إلى مؤتمر جنوبي لايقصي أحد ونتمنى عليكم ان تتركوا التمترس في زوايا المكونات المناطقية سواء المحلية منها أو المستوردة لأننا نراكم أكبر من ذلك رغم كل ما تقدم عنكم في طرحنا هذا .

عبدربه منصور هادي جنوبي وان اختلفنا معه  ولا أحد يستطيع إنكار جنوبيته ، وكذلك رفاقه ، وهم شركاء لنا في الوطن علينا التسليم بهذه الحقيقة والبحث لها عن مخارج توافقية ، فاذا استطعنا ان نوجد لها مخارج فهذا يؤكد أننا قادرون على إقامة وإدارة دوله قابله للتطور والتعايش مع محيطها ، وإذا فشلنا في إيجاد نقاط التقاء بيننا كجنوبيين فلن يسعفنا الحظ في إيجاد نقاط التقاء بيننا وبين محيطنا الاقليمي والدولي وبالتالي سنكون في موقع العاجز عن إقامة وإدارة الدولة وحينها لن يكون أمامنا سوى التسليم بمقولة (رحم الله امرء عرف قدر نفسه) وسيكون علينا الانزواء في ظلام زوايا صراعنا الازلي.

مقالات الكاتب