الإثنين 13 يناير 1986 / الإثنين 13 يناير 2020

الحقيقة المرة والمؤسفة أن لا إخواننا في الشمال، ولا إخواننا في الجنوب قدموا قراءة لتاريخهم لتحديد صيرورة مآل الأوضاع هناك وهنا، وأن ما يقلقني أكثر صيرورة الأمور في الجنوب؛ لأن قوة الشماليين تكمن في قوة حاشد وبكيل وتغيرت موازين القوة لصالح الحوثيين بموجب سيناريو استخباري دولي في 21 سبتمبر 2014م؛ حيث أودعت القوة في الهاشميين كما كانت عليه قبل حركة 26 سبتمبر 1962م التي حلت محلها حركة 21 سبتمبر 2014م بموجب سيناريو هزلي بدا سريانه في 11 فبراير 2011 بانطلاق الصرخة الاستخبارية "الحل أو ارحل!"، "ارحل ارحل".

مجريات الأمور بينت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحوثيين والإصلاحيين يتقاسمون الأدوار مع الشرعية حتى أن اتفاق الرياض صار مدعاة للسخرية والضحك، فلا الحكومة وصلت، ولا الرواتب صرفت، ولا تم تعيين محافظ لعدن ولا مدير أمن لعدن، ولا عادت جميع الوحدات العسكرية إلى مواقعها السابقة، ولا شكلت حكومة كفاءات من 24 وزيراً، ولا تم تجميع السلاح الثقيل، ولا تم تعيين محافظ للضالع ولا مدير أمن للضالع، ولا خرجت جميع القوات التابعة للحكومة والمجلس من عدن، ولا انضمت قوات مكافحة الإرهاب إلى وزارة الداخلية، ولا أعيد تنظيم قوات أمن عدن بحسب الكفاءة والمهنية، ولا أعيد تنظيم القوات المسؤولة عن حماية المنشآت وتدخل فيها قوات الانتقالي؛ لأن آخر موعد لتنفيذ كل ما تقدم ذكره هو 5 ديسمبر 2019م.

الراصد لعملية دخول الحوثيين المقر سلفاً إلى عدن في مارس 2015 سيصل إلى بيانات وإحصائيات وصور إلى أن نطاق التدمير والإبادة جاوزت جرائم الصهاينة عند إخواننا الفلسطينيين، والراصد أيضاً لأعمال القصف المدفعي والصاروخي لمناطق في أبين، وبصورة مكثفة أكثر في الضالع أو الصبيحة والحواشب أن الحوثيين مارسوا ويمارسون حرب إبادة ضد الجنوبيين وأهالي تهامة وتعز إنفاذاً لمخطط حدود الدم الصهيوني تمهيداً للشرق الأوسط الجديد.

مسؤولون أمميون أفادوا بأن جريفثس يريد الإبقاء على الحوثيين في طاولة الحوار مهما ارتكبوا من جرائم، وأفادت مصادر أممية بأن جريفثس يفشل في إقناع الحوثي بخطة توزيع المساعدات، والأخير يمارس الابتزاز.

بات من المؤكد أيضا أن الحوثيين يمارسون على نطاق واسع نكاح الجهاد على نساء سبعينات، وهي نفس جرائم يرتكبها عن عناصر إرهابية تتبع الولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى القاعدة وأنصار الشريعة التي تطلق صرخة "الله أكبر"، وتربطهم علاقة عمالة مع جماعات صرخة "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل".

أما الجنوبيون فليعلموا أننا في الجنوب سنحتفل يوم الإثنين 13 يناير 2020 بمرور 34 عاماً على الأحداث المؤسفة، فهل سيشمل المخطط الاستخباري الدولي إحياء الأحداث المؤسفة في حرب جنوبية جنوبية؟

الخزي والعار لمن أقدم على ذلك الفعل الدنيء.

مقالات الكاتب