رسالة جنوبية

قلنا مرارا وتكرارا أن عدن والمناطق المحررة الأخرى باتت خارج سيطرة كل الاطراف وأن ادعت بعض الاطراف غير ذلك ..

وقلنا ان تلك المناطق المحررة تتنازعها الأطراف الجنوبية المتصارعة وتعبث وسط هذا الصراع اطراف اخرى ذات أجندات إقليمية ، وقلنا أيضا أن المخرج من هذا الوضع هو رعاية التحالف لحوار جنوبي جنوبي كمرحلة أولى ..

الذي ظهر إلى اللحظة أن مصالح دول التحالف أو بعض الاطراف فيها لاتخدمها دعوات الحوار الجنوبي الجنوبي وبالتالي فهي منذ 2015م تمارس سياسة التجاهل حيال تلك الدعوات التي لا يمر يوم إلا وهي تحتل واجهة المشهد ..

جاءت مقاربات 5 نوفمبر في الرياض لتؤكد صحة مانذهب إليه حول اكذوبة السيطرة على عدن والمناطق المحررة فقد مر إلى اليوم أكثر من شهر ونصف ومازالت عجلة تلك المقاربات واقفه لاتتحرك ومازالت الجهود تبذل لتنفيذ اهم بنود تلك المقاربات وهو بند تسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وإنهاء المليشيات وظمها إلى أجهزة الدولة وهذا يؤكد اكذوبة السيطرة التي تدعيها بعض الأدوات المحلية وتروج لها بعض اطراف الإقليم ..

لو أن هناك سيطرة حقيقية على المناطق المحررة ولو أن طرفا بعينه يفرض تلك السيطرة لما أحتجنا لكل هذا الوقت لإقناع المليشيات بتسليم أسلحتها ولما تمت عمليات تهريب تلك الأسلحة إلى القرى ومناطق قادة تلك المليشيات والتي مازالت مستمرة حتى اللحظة ..

لو ان هناك طرفا واحدا يسيطر على المناطق المحررة عدن وغيرها لما ذُبحت عدن وأخواتها ولما تحولت من عاصمة معترف بها دوليا إلى قرية في ظرف ثلاث سنوات ولما أحتجنا لتنفيذ بنود مقاربات الرياض إلا إلى بيان واحد يحمل أمرا من ذلك الطرف المسيطر يفضي الى تسليم الأسلحة والاذعان لبنود تلك المقاربات واحترام الموقعين عليها ...

نعيد تكرار الحل للتحالف والشرعية وغيرهما من الأطراف داخل الحدود اليمنية وخارجها فلامخرج امامكم سيؤدي إلى إنهاء معضلة اليمن وخلق الاستقرار في المنطقة بشكل عام سوى أن يُترك لأبناء اليمن في الشمال والجنوب فرصة تحديد خيارات ذلك الحل من خلال عقد حوارات شمالية شمالية وحوارات جنوبية جنوبية ومن ثم حوارات شمالية جنوبية تناقش إيجاد حلول المعضلات التي اوصلت البلاد إلى هذا الوضع..

صناعة الوكلاء وخلق ادوات القوامة على اليمنيين من قبل دول الاقليم لن تجدي ولن تصنع حلا للمعضلات في اليمن شمالا وجنوبا ، وشراء الولاءات لن يكون سوى مخدر موضعي سيزول وستعود الآلام إلى سابق عهدها ..

مقالات الكاتب