كلما صفت غيمت!!
لا اعلم لماذا لا يعي من يقفون على هرم مكونات الحراك الجنوبي السلمي حقيقة ان المرحلة الراهنة تعد مفصلية في مستقبل قضية الجنوب، الأمر الذي يتطلب تقارب جنوبي -جنوبي، استجابة لاستحقاقات نضالية وسياسية تفرضها طبيعة المرحلة المنسجمة مع روح القضية؟
الواقع يكاد يعصف بنا، ويلقينا على قارعة اليأس من هذه المكونات واصحابها، فكلما صفت وجدنا غيوم خلافاتهم تلبد سماء التصالح والتسامح، وتعكر مسيرة النضال، وتستقطع من الوقت والجهد الكثير.
لست متجنياً، فواقعنا مليء بالمعطيات التي تفضح الذات اللاهثة خلف سراب الزعامة الذي يفضح صاحبه، فباعوم لديه مؤتمر، والبيض وصحبه لديهم مؤتمر، والنوبة لديه مؤتمر، وبن علي لديه مؤتمر، واصحاب مؤتمر القاهرة لديهم مؤتمر ..والقائمة مفتوحة على مزيد من المؤتمرات الخاضعة للمزاج المتوقف على درجة ردة الفعل البعيدة عن القضية الجامعة التي تتطلب تقارب حقيقي، ونبذ الفرقة، وتوقيف التراشق الاعلامي بين مختلف المكونات.
ترى لماذا كلما دخلت قضية الجنوب منعطف هام في مسيرتها، نجد من يُفترض بهم القيام بدور ايجابي يُسارعون الى خلق مزيداً من الخلافات فيما بينهم، والتمترس خلف قناعات ورؤى لا تبعث على التفاؤل في اي تقارب مستقبلي بين فرقاء مكونات الحراك الجنوبي؟