رسالة جنوبية

عندما كنا نحذر من شطط البعض وتطرفهم المبني على التمترس المناطقي في الجنوب كنا ندرك جيدا مآلات هذا الشطط والمناطقية وخطورة نتائجهما...

جاءت خطوة اتفاق الرياض لتؤكد ماكنا نحذر منه ، فاليوم القضية الجنوبية وضعها البعض الشطط والباحث عن السلطة من بوابة التمترس المناطقي على طاولة هي أصغر بكثير من أن تستوعب هذه القضية الكبيرة التي اروتها الدماء ورسمت خطوطها معاناة ابناء الجنوب على مدى أكثر من خمسة وعشرين عاما ..

لقد كانت القضية الجنوبية هي (ذبيحة) مأدبة الرياض وكانت الثمن لبضاعة لاترتقي حتى إلى البضاعة المُشتراة من مؤتمر الحوار الوطني اليمني ، ولاترتقي إلى مستوى نتائج القرار الدولي 2140 الذي أنجزه الحراك الجنوبي وفرضه على المجتمع الدولي..

لقد اعمت أهداف صراع التمثيل الجنوبي ابصار وبصائر البعض الجنوبي الذي اباح كل شيء في سبيل الوصول إلى صفة الممثل الجنوبي واخر ما استباحه هذا البعض هو رهن القضية الجنوبية في مقابل ثمن بخس تمثل في القبول بهذا البعض فقط شريكا مع بقية المكونات الجنوبية وذلك من بوابة الالتحاق بالوفد الحكومي الشرعي في اي مشاورات للحل النهائي للأزمة اليمنية ...

أن خطورة نتائج رعونة أفعال هذا البعض الجنوبي المسكون بالصراع مع ذاته ومع الآخر الجنوبي تتطلب ضرورة اليقظة الجنوبية وتتطلب إعادة رص الصفوف وضرورة الدعوة الى مؤتمر جنوبي جامع يصحح هذا الخطأ التاريخي ويعالج آثاره التي حتما سيكون لها انعكاساتها السلبية على القضية الجنوبية اليوم وغدا ..

لقد أهدر رعاة الصلف والتطرف المناطقي الجنوبي فرصة ذهبية على الجنوب وقضيته حين رفضوا الحوار الجنوبي الجنوبي واصروا على الذهاب منفردين ضعافا ، وبفعلهم الشطط هذا وبالانجرار خلف رغباتهم الشاذة لوثوا الكثير من الإنجازات التي حققها الحراك الجنوبي لا ليضيفوا إنجازا جديدا يدفع بهذه القضية الهامة إلى الأمام ولكن فقط ليدفعوا بشخوصهم ورغباتهم المكبوتة إلى الأمام وليصبحوا وحدهم من يحتل واجهة المشهد ..

مقالات الكاتب