الانتقالي..وليد العاصفة
يدرك "الانتقاليون" جيدا أن "فصيلهم" الذي أطلقوا عليه تسمية "المجلس الانتقالي" ولد كنتاج لظروف استثنائية مواتية لعبت فيها الاهداف والأجندات الإماراتية المعلنة والمبيتة _تحت غطاء عملية عاصفة الحزم لتحالف دعم الشرعية اليمنية!_ دوراحاسما في تشكيلهم والدفع بهم إلى واجهة المشهد السياسي الجنوبي والواقع الميداني والأمني ،كوكيل محلي، يكون بمثابة الغطاء السياسي لمختلف التشكيلات المسلحة التي جندتها ودربتها وانفقت عليها طيلة السنوات الأربع التي استفردت فيها بإدارة العاصمة المؤقتة عدن ومناطق أخرى، ومنعت حتى رئيس الدولة من دخول عاصمته أو العودة إلى بلده!!
وعلى هذا الأساس فإن قادة المجلس الانتقالي لايرون. أي دور أو مستقبل لفصيلهم خارج الإطار والظروف التي صنعته وأن الحظ كان حليفهم دون غيرهم. من الفصائل التي تمخض عنها الحراك الجنوبي ولم تستطع هيكلة نفسها على النحو الذي يضمن لها القدرة على استثمار واحتكار صوت وجغرافيا القضية الجنوبية لاسيما في ضل انقسام الشارع السياسي والاجتماعي الجنوبي وتجاذبات الأطراف الإقليمية والدولية التي تزيد يوما بعد يوم من تعقيدات المشهد اليمني عموما..
وبالنظر إلى ماسبق. يمكن فهم الحماس والاندفاع الذي بدت عليه قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وخطابه السياسي والإعلامي طيلة الايام الماضية في تأييد ومباركة توقيع اتفاق الرياض مع السلطة الشرعية والذي تم قبيل ساعات مغرب هذا اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر في الرياض برعاية سعودية وحضور ولي العهد الإماراتي ويبدو أن المسألة لاتتعلق لدى الطرف الانتقالي بما هو مكتوب في الاتفاق بقدر مايتعلق. بالخروج من عنق زجاجة مغامرتهم الإنقلابية وماترتب عليها من تبعات والتزامات ومسؤوليات إدارية واقتصادية وخدمية تطوعت الرعاية السعودية أن تقيل عثرتهم وتفتح لهم جناحا لأقسام الفساد مع سلطة شرعية لم تعد تملك من شرعيتها إلا التوقيع..