بوالين الهواء
قبل أيام ارسل لي أحدهم مقطع فيديو مركب صورة حديثة ومقتطفات مجزأة من لقاء قديم و تقريبا هو أول لقاء لي مع قناة عدن لايف ايام انخداعنا بها و بالكثير من الاشخاص الذين ظننا انهم قادة وأنهم يحملون مشروعا للوطن وأننا بهم سنستعيد كرامتنا المهدرة وحقوقنا المسلوبة التي ضاعت على أيدي نظام المخلوع بعد ان اضاع الحلم والمشروع الوحدوي الذي كان بمثابة اللبنة الأولى في مشروع وحدة الأمة الذي كان يدغدغ عواطف الكثير في مشرق الوطن العربي ومغربه .
اللقاء كان عاديا يحمل كلاما وقراة تحليلية ووجهة نظر يمكن أن يقولها أي باحث أو مطلع أو حتى قارئ عادي وكان له وقته وملابساته في ذلك الزمان والمكان.
لكن من يحملون أنفسا مريضة جعلوا منه دليل إثبات تهمة و لا أدري ما هي التهمة وما نوعها لكن في زمن الغوغاء يكثر الكذب والزيف و السخف .
شارك المقطع الكثير حتى وصل اليّ ومعه منشور لأحد الذين تعرفت عليهم في مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن وكان سابقا كما علمت انه ممن ابتكر طريقة لإخراج الجان من الانس وكاد أن يُسجّل عليها براءة اختراع ولكن الله سلم!
ثم تطور فأصبح اعلامي ومذيع مفوّه ولله في خلقه شئون. هذا الشخص وغيره من التافهين تداولوا المقطع وشاركوه بشكل مضحك للغاية ويصرّون أن يقنعوا الناس أنهم أتوا بما لم يأتي به غيرهم وكانهم وجدوا دليلا كاملا عليّ وتهمة لا برآة منها يا للتفاهة التي نعيشها وياللزمن الرديء الذي نحن فيه يتركون المليشيات الحوثية في الشمال تقتل وتعتقل وتفجر المنازل والمساجد.
و المليشيات الأخرى المسلحة في الجنوب تعبث بارواح الناس وممتلكاتهم وتقلق السكينة العامة ثم يوجهون سهامهم المسمومة باتجاه صاحب رأي مسالم وسطي مدني و يفرغون أحقادهم عليه .
انا هنا لا اتحدث باسمي فقط بل باسم كل اصحاب الرأي المستقل الوطني وارباب الكلمة الصادقة ممن ينجح الخبثاء في تأليب العامة عليهم و يتسابق الحمقى لتداول كل ما يرمى عليهم من اكاذيب و مضللات فينشرونها كالنار في الهشيم .
لا تهمني هذه الحماقات ولا تقلقني فهي عبارة عن بوالين هواء فارغة اقصى ما تفعله اصدار صوت مزعج سرعان ما يختفي وتذهب تلك البوالين اشلاء.
ولكن مايزعجني ان يصبح أمثال هؤلاء مصدرا من مصادر التوجيه المحرّف الذي يفعل افاعيله في عقول العامة فقط فيكون سببا في زعزعة الوعي لديهم وإمدادهم بالمعلومات الكيدية المظللة خدمة لاسيادهم ومن ينفق عليهم ويوجههم لتحقيق أهدافه المريضة. في زمن الرويبضة المتصدرين للمشهد الإعلامي المدفوع الثمن.
نحن نعلم ان للباطل صولة وجولة لكن سرعان ما تتلاشى كفقاعة صابون عندما يظهر الحق ويستفيق أهله في جولة الحسم وهي قادمة لا محاله.
وسيفضح الله هؤلاء التافهين على رؤس الاشهاد عاجلا ام آجلا وانا على يقين بذلك وستظهر مخازيهم جهارا نهارا كما اظهروا فجورهم وباطلهم وتشدقوا به كأنه حقيقة امام العالم كله.
( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )
خاتمة شعرية :
للشاعر احمد مطر
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
".وقال : " إني راحل، ماعاد لي دور هنا،
دوري أنا أنتم ستلعبونه